جوانا مارتين تحول التراث الأندلسي إلى عرض من الأناقة في قلب باريس

lفي عرضٍ استثنائي احتضنته العاصمة الفرنسية في 8 يوليو، كشفت المصمّمة الإسبانية جوانا مارتين عن مجموعتها الجديدة Fervor، ضمن الجدول الرسمي للأزياء الراقية في أسبوع الموضة في باريس. عرض لم يكن مجرد استعراض للأناقة، بل أشبه برحلة روحية غارقة في رموز الحنين، والهوية، والتقاليد الأندلسية العريقة.

كعادتها، تعود جوانا مارتين إلى جذورها لتستلهم من الروح الأندلسية ما يتجاوز حدود الموضة، نحو تعبير ثقافي عميق. “Fervor” أو “الحماسة” ليست مجرّد عنوان للمجموعة، بل حالة وجدانية تُجسّد الارتباط العاطفي والديني الذي يعيشه الجنوب الإسباني خلال “أسبوع الآلام” المقدّس، الفترة التي تسبق عيد الفصح، والمشهورة بمواكبها الليلية وأجوائها المهيبة.

تستوحي المصممة من تفاصيل غنية مثل زخّات الورود التي تُمطر أثناء المواكب، والأيقونات الدينية المحفورة في الذاكرة، ومشاهد الشموع التي تضيء دروب التائبين، أولئك المعروفين باسم النازارينوس الذين يرتدون عباءات سوداء طويلة. من هذا الإرث الرمزي، نسجت جوانا مارتين مجموعة تعتمد على ثنائية الأبيض والأسود، وتُغنيها بمواد مفاجئة وتفاصيل دقيقة، من المجوهرات اللافتة إلى التطريزات المستوحاة من الأيقونات الكنسية.

في قلب الحي الخامس الباريسي، تحوّل العرض إلى طقس فني بامتياز. مزيج من الغموض والجاذبية، حيث بدا وكأن الحضور يشارك في موكب حقيقي يُعيد إحياء الروح الأندلسية. كل قطعة في المجموعة حملت قصة، وكل مشهد في العرض كان بمثابة لوحة حيّة من الإيمان والهوية والتجديد الجمالي.

بخطى واثقة، تواصل جوانا مارتين ترسيخ مكانتها في عالم الموضة الراقية، ليس فقط كمصمّمة بل كمُمثّلة لتراث ثقافي غني. فهي أول امرأة إسبانية تنضم إلى الجدول الرسمي للأزياء الراقية في باريس، خلفًا لروّاد كبار مثل بالنسياغا وباكو رابان. ومؤخرًا، حازت على وسام الاستحقاق الذهبي للفنون الجميلة، في اعتراف

رسمي بمساهمتها المؤثرة في مجال الفن والأزياء.