عفيف بناني، “أمير القصبات”، في ذمة الله

- Advertisement -

عن اثنين وثمانين عاماً، غادر دنيانا اليوم الأربعاء أحد أهرامات الفن التشكيلي المغربي والعربي، الفنان والكاتب عفيف بناني الذي يعتبر أحد رواد الفنون التشكيلية بالمغرب.

وقّع عفيف بناني أكثر من خمسة وستين معرضاً، سواء بالمغرب أم فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وسويسرا والعراق.

وتميزت لوحات الراحل باستلهام التراث المغربي بمختلف روافده، من لباس ومعمار وعادات وتقاليد، ما أهّله عام 2000 لنيل دبلوم من الفيدرالية الوطنية للثقافة الفرنسية، اعترافا بإسهاماته في التراث الفني لعصره.

وفي سنة 2004، نال الفقيد الميدالية الأوروبية للفنون التشكيلية عن عمله الذي يحمل عنوان “قصبة تينزولين”، قبل أن يفوز، سنة 2010، بجائزة “اللوحة الذهبية” عن عمله “المدرسة البوعنانية بفاس”. كما توج سنة 2013 بميدالية أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بفرنسا.

         ولعل أهم ما ميز مسيرة عفيف بناني التشكيلية تأسيسه للنزعة الخطوطية (Le traitillisme) التي قال إنها “حركة تشكيلية مغربية ناشئة، لكونها بدأت سنة 2018 كجواب عن انتفاء توقيع مغربي في خريطة الفنون العالمية، وأن الغاية وراء التفكير فيها، كتتويج لمسار مهني احترافي امتدّ لنحو 30 سنة، هي الكّف عن نقل واستلهام تجارب الآخر التشكيلية التي ظهرت في سياقات مختلفة”.

وأوضح في حوار مع جريدة هسبريس أن “أسلوب الخطوطيّة لا يحرص على التفاصيل، ولا يبحث عن إبرازها بوضوح؛ فهو يقترح تمثيل عدد لا نهائي من الخطوط الصغيرة على القماش والتي تعمل على تقسيم الموضوع. عين الناظر سوف تعرف كيفية إعادة صياغته”، كما أن “مواضيع هذه الحركة ومضامينها البصرية تبتغي تسليط الضوء على التراث المغربي المادي وغير المادي”.

وبموازاة عمله الإبداعي، تولى الفقيد منصب مدير تنظيم المعارض الدولية بمكتب التسويق والتصدير على مدى 17 سنة، من 1982 إلى 1999. كما تولى في سنة 2015 منصب مفوض لأول مهرجان نظم بالرباط بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، ومفوض المعرض الدولي لليوم العالمي للمرأة.

ولم يشغله ذلك كله من الانكباب على التأليف، فأصدر ثلاثة مؤلفات أصبحت مراجع تشكيلية مهمة، وهي “الرسم من القرن التاسع عشر إلى سنة 1945″، صدر سنة 2006، و”معجم الفنون التشكيلية”، سنة 2010، و”تأملات تشكيلية” سنة 2013.

علاء البكري