سيفارم باريس 2025: الحرفيات المغربيات يحتفلن بالإبداع في عاصمة الأنوار

- Advertisement -

في قلب العاصمة الفرنسية، يعود معرض “سيفارم باريس 2025″ في دورة ثالثة تحت شعار:”جمال، وتميز، ورقي… المغرب في صيغته النسائية”.

تنظم هذه التظاهرة الثقافية والفنية شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب، “ريفام دار المعلمة”، بشراكة مع جمعية الحرفيين المتميزين بفرنسا، خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 21 شتنبر المقبل، احتفاءً بالإبداع النسائي المغربي في مجال الحرف اليدوية، وتعزيزاً للإشعاع الثقافي للمملكة في الفضاءات الدولية.

100 حرفية مغربية… وإبداع عابر للحدود

يقدم المعرض باقة متنوعة من الإبداعات التي أنجزتها مئة صانعة تقليدية مغربية يمثلن مختلف جهات المملكة، ويبرزن تراثاً غنياً وعريقاً تم نقله عبر الأجيال. وسيتم استضافة عشرين حرفية منهن في باريس، للمشاركة في ورشات عمل متخصصة، ودورات تكوينية، وزيارات ميدانية لأهم ورش للحرف الفرنسية، ما يفتح أمامهن آفاقاً للتبادل المهني والانفتاح على أسواق دولية جديدة.

مؤتمر دولي لاستكشاف آفاق التعاون المغربي-الفرنسي في قطاع الرفاهية

وفي خطوة نوعية، تحتضن التظاهرة يوم السادس عشرشتنبر مؤتمراً دولياً بعنوان:”الفخامة الباريسية والمعارف التقليدية المغربية: أي تآزر من أجل إعادة تقييم مستدام؟”، بمشاركة فاعلين من مجالات السياسة، والثقافة، وصناعة الترف، ويهدف إلى استكشاف فرص التعاون بين الحرفيات المغربيات وقطاع الصناعات الفاخرة الفرنسي، في أفق تكريس استدامة المهن التراثية والاعتراف الدولي بها.

فوزية طالوت المكناسي: “سيفارم منصة لإبراز المغرب المتعدد والمنفتح”

وفي تصريح بالمناسبة، أكدت فوزية طالوت المكناسي، رئيسة “ريفام دار المعلمة”، أن المعرض لا يُعدّ حدثاً تجارياً فقط، بل هو “منصة للاحتفاء بالمرأة المغربية، حاملة الإبداع والمعرفة، وتعكس تنوع وغنى الثقافة الوطنية”.

وأضافت أن المعرض يبرز التقدم المحرز في مجال حقوق النساء الاقتصادية والاجتماعية والقانونية، بفضل التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

من جهته، قال فرانك كلير، رئيس سيفارم باريس ومؤسس المشروع، إن هذه المبادرة تمثل منظومة متكاملة تُعنى بالحرفيات والمهن الفنية وتسعى إلى خلق دينامية تبادل دولي بنّاء، يحافظ على الحرف التقليدية ويدعم مستقبلها.

وتجدر الإشارة إلى أنه يتم تأطير الحرفيات المشاركات منذ سنة 2010 من طرف المصمم الفرنسي الشهير إيريك تيبوش، المدير الفني لدار المعلمة وعضوها الفخري.

SEFARM 2025

دعم مؤسساتي يعزز الرؤية الثقافية وتمكين النساء

ويحظى “سيفارم باريس 2025” بدعم ومواكبة مجموعة من الشركاء البارزين الذين يؤمنون بقوة الحرف اليدوية كرافعة للتمكين والتنمية الثقافية. فمن الجانب المغربي، تبرز وكالة تنمية أقاليم جهة الشرق كفاعل رئيسي، حيث رافقت منذ سنة 2008 العديد من النساء الحرفيات في مسار الخروج من العزلة وتثمين معارفهن التقليدية. كما يساهم المكتب الشريف للفوسفاط، باعتباره مؤسسة مواطنة رائدة في دعم مبادرات التمكين، إلى جانب جهة الدار البيضاء–سطات التي تواكب هذه الدينامية.

وعلى الصعيد الإعلامي، يحظى المعرض بدعم كل من وكالة PRESMA، ومجلة “فرح” النسائية، ومجموعة ODJ.

أما من الجانب الفرنسي، فتشارك في التنظيم كل من جمعية الحرفيين المتميزين (APPAR)، وغرفة الحرف والصناعات اليدوية بجهة إيل دو فرانس، إلى جانب جهة إيل دو فرانس كشريك مؤسساتي رئيسي.

وتحت شعار “الحرفيات المغربيات والباريسيات… متحدات بالتميّز!”، يطمح المعرض إلى ترسيخ التبادل الثقافي بين الضفتين، وتعزيز استمرارية المهن التقليدية في عالم متحوّل، حيث تظل الحرف اليدوية حلقة وصل بين الماضي والمستقبل، وتحمل في طياتها قوة تمكين النساء وقصص نضالهن من أجل الاعتراف والتقدير.

معرض مزدوج بين العموم والمهنيين

وسيُقام معرض “سيفارم باريس 2025” في فضاءين متزامنين بالعاصمة الفرنسية، ليخاطب جمهورين مختلفين. الفضاء الأول سيكون في متجر 10SignArtisanat بشارع فورسي في حي Le Maraisالباريسي، ويُخصص للزوار من عموم الجمهور؛ فيما يُنظم الفضاء الثاني داخل غرفة الحرف اليدوية بشارع Reuilly بالدائرة الثانية عشرة، ويستهدف المهنيين والمتخصصين في القطاع.

ويضم المعرض تشكيلة واسعة من الإبداعات المغربية، تشمل المجوهرات، وفنون المائدة، والديكور المنزلي مثل السجاد والمصابيح والوسائد، إضافة إلى أكسسوارات الموضة واللباس التقليدي المغربي، وعلى رأسه القفطان الذي يُعد رمزاً للأناقة المغربية الأصيلة.

“ريفام دار المعلمة”… رافعة للتمكين منذ 2008

وتُعد شبكة ريفام دار المعلمة منظمة غير حكومية تأسست في 30 ماي 2008، وتعمل تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، التي تُجسد من خلال التزامها دعماً متواصلاً لقضايا المرأة، وتلعب دوراً محورياً في تعزيز حضورها داخل النسيج التنموي الوطني.