الذكاء الاصطناعي والإنترنت: مفترِس جديد في السافانا الرقميّة

- Advertisement -

إعداد: مروان بوشبكات

الذكاء الاصطناعي والإنترنت يشهدان تحولًا جذريًا. لم يعد المستخدم بحاجة إلى تصفح مواقع متعددة أو قراءة مطوّلة. اليوم، يكتفي بسؤال واحد، ويتلقى الإجابة فورًا. بالتالي، تغيّر شكل الإنترنت، وأثّر ذلك بشكل مباشر على مصادر المحتوى الأصلي.

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على محتوى الإنترنت؟

في السنوات الأخيرة، لاحظنا تغيّرًا كبيرًا في سلوك المستخدمين. فبدلًا من البحث في ويكيبيديا أو المنتديات، أصبحت منصات الذكاء الاصطناعي مصدرًا مباشرًا للمعلومة. هذا التحول أدى إلى تراجع كبير في زيارات العديد من المواقع. على سبيل المثال:

من يصمد أمام الذكاء الاصطناعي؟

رغم هذا التحوّل السريع، لا تزال بعض المنصات تحتفظ بمكانتها. في الواقع، الإنسان ما زال يتفوّق في بعض الجوانب التي يصعب على الخوارزميات محاكاتها:

  • يوتيوب وتيك توك: المحتوى العاطفي والمرئي لا يزال مجالًا بشريًا قويًا.
  • ريديت والمجتمعات المتخصصة: تحافظ على النقاش البشري الحقيقي، مما يعزز التواصل والتفاعل.
  • الخدمات الواقعية: مثل البنوك والمتاجر الإلكترونية، تبقى ضرورية رغم التقدم التقني.

الذكاء الاصطناعي يقرر من يربح

تحدّد الخوارزميات اليوم ما هو المحتوى الجدير بالظهور. بالتالي، تسيطر منصات الذكاء الاصطناعي على انتباه المستخدم والمعلنين في آن واحد. ومع ذلك، تتراجع فاعلية الإعلانات التقليدية بشكل ملحوظ، الأمر الذي يؤثر على نماذج الربح القديمة.

الذكاء الاصطناعي يدمّر مصادره

المفارقة واضحة: الذكاء الاصطناعي يعتمد على محتوى بشري لتدريبه، ثم يتسبب في انهياره. على سبيل المثال، تُهجر المنتديات، وتُكتب الأخبار تلقائيًا، بينما تتحول المدونات إلى نصوص آلية بلا روح.

هل هناك أمل لإنقاذ الإنترنت؟

نعم، لا يزال الأمل ممكنًا. من ناحية أخرى، يمكن الحفاظ على شبكة المعرفة المفتوحة عبر تشريعات تفرض على أدوات الذكاء الاصطناعي ما يلي:

  • ذكر المصادر بوضوح في جميع الإجابات.
  • دعم صنّاع المحتوى الأصلي ماليًا وبشكل مباشر.
  • تعزيز الشفافية في تصنيف المحتوى وترتيبه.

إذا لم نتحرّك اليوم، سنواجه مستقبلًا رقميًا موحّدًا، تسيطر عليه خوارزميات لا تترك مجالًا للدهشة أو الاكتشاف.