20 غشت: ملحمة وطنية خالدة

- Advertisement -
علاء البكري

في أجواء وطنية مشبعة بالاعتزاز والوفاء، يحيي الشعب المغربي اليوم الأربعاء الذكرى الثانية والسبعين لملحمة ثورة الملك والشعب، التي شكلت محطة فارقة في مسار الكفاح الوطني ضد الاستعمار، وجسدت أروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي الوفي في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية.

منفى محمد الخامس وبداية النهاية للاستعمار

اندلعت شرارة الثورة يوم 20 غشت 1953 عندما أقدمت سلطات الاستعمار الفرنسي على نفي بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الملكية، في محاولة يائسة لكسر أواصر الوحدة بين الملك وشعبه. 

غير أن هذه المؤامرة لم تزد المغاربة إلا إصرارًا على المقاومة والفداء، لتتحول هذه اللحظة العصيبة إلى بداية النهاية للوجود الاستعماري بالمغرب.

جذور المقاومة الوطنية ومعارك التحرير

ولم تكن ثورة الملك والشعب حدثًا معزولًا، بل امتدادًا لتاريخ طويل من النضال. فقد سطر المغاربة ملاحم بطولية في معركة الهري (1914)، ومعركة أنوال (1921-1926)، ومعركة بوغافر، وغيرها من الملاحم التي رسخت قيم التضحية والفداء. 

كما تصاعد العمل السياسي منذ مناهضة الظهير البربري (1930)، وصولًا إلى وثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944)، التي شكلت منعطفًا حاسمًا في تاريخ المغرب الحديث.

عودة الملك وإعلان الاستقلال

توجت هذه المقاومة العارمة بعودة جلالة الملك محمد الخامس وأسرته من المنفى في 16 نونبر 1955، إيذانًا بإعلان الاستقلال وبدء معركة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الحر المستقل. 

واستمر استكمال الوحدة الترابية بتحرير طرفاية (1958)، وسيدي إفني (1969)، والصحراء المغربية بفضل المسيرة الخضراء (1975) التي أبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني.

من محمد الخامس إلى محمد السادس: وحدة مستمرة

واليوم، ومع اقتران هذه الذكرى العطرة بعيد ميلاد جلالة الملك محمد السادس، تتجدد معاني الوفاء لروح ثورة الملك والشعب، وتتواصل معارك التنمية والدفاع عن الوحدة الترابية. 

ويأتي ذلك في ظل انخراط المغرب في الدبلوماسية الفاعلة والدفاع عن المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل عادل ونهائي لقضية الصحراء، وهو ما يحظى بدعم دولي متزايد.

رسالة خالدة للأجيال الجديدة

إن استحضار ذكرى ثورة الملك والشعب لا يعد مجرد وقفة تأمل في التاريخ فقط، بل يعتبر تجديدا للعهد مع قيم الوطنية والوفاء، ورسالة بليغة للأجيال الصاعدة بضرورة التشبث بالهوية المغربية، وحماية المكتسبات الوطنية، والمضي قدمًا في مسيرة البناء التي يرعاها جلالة الملك محمد السادس.