مريم التوزاني: بين بريق “كايي مالَغا” ودموع غزة

- Advertisement -

في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، خطف فيلم “كايي مالَغا” للمخرجة المغربية مريم التوزاني قلوب الجمهور، ليحصد جائزة مرموقة ضمن فقرة “تحت الأضواء”. 

غير أن بهجة التتويج لم تحجب عن المخرجة مرارة الألم، إذ صرّحت في حوار مع الإعلام الإيطالي، أنها تشعر بالألم، لأن الرعب الذي يعيشه شعب غزة لا يغيب عن بالها لحظة.

غزة في قلب الخطاب السينمائي

وأكّدت التوزاني أن الفن، برغم خيبات السياسة، سيبقى بيتًا للحرية والإنسانية. 

وأضافت: «قد نفشل في وقف المأساة، لكننا نرفض أن نخسر إنسانيتنا. نمسح دموعنا ونمضي، والفن يظل الجسر الذي يعيد للإنسان كرامته». 

كلماتها جعلت من منصة البندقية فضاءً يتردّد فيه صدى غزة، بعيدًا عن صخب السياسة وضجيج الخطابات.

نحو سباق الأوسكار

بعد هذا التتويج، أعلن المركز السينمائي المغربي اختيار “كايي مالغا” لتمثيل المغرب في القائمة الأولية لجوائز الأوسكار 2026 ضمن صنف “أفضل فيلم أجنبي”. 

وجاء القرار بإجماع لجنة من أبرز الأسماء السينمائية، من بينهم زكية الطاهري، عادل الفاضلي، سلمى بركاش، ومريم أبو النعوم.

حكاية طنجة في مرآة السينما

الفيلم يصوّر طنجة كمدينة للذاكرة والصراع والحنين. ويحكي قصة الإسبانية المسنّة “ماريا أنخيليس” التي تتمسك ببيت طفولتها في المغرب، رغم قرار ابنتها بيعه لتجاوز ضائقتها المالية.

 بين جدران هذا البيت تتولد مواجهة مع الزمن، وتُكتشف شرارة حب غير متوقعة، ليصير المنزل رمزًا للوفاء والانتماء، لا مجرد حجارة وأبواب.

دعم دولي يرسّخ الحلم

ونال الفيلم دعماً سخياً من مؤسسات مغربية وأوروبية، إذ حصل على ثلاثة ملايين ومئتي ألف درهم من المركز السينمائي المغربي، ومنح مالية من المعهد الإسباني للسينما والفنون السمعية والبصرية، ثم من الصندوق الثقافي للمجلس الأوروبي “أوريماج”.

 هذا الدعم وضع الفيلم في قلب دائرة الضوء، ومهّد له طريق الانتشار في المحافل العالمية.

بين طنجة وغزة… رسائل إنسانية

من طنجة التي احتضنت أحداث الفيلم، إلى غزة التي تسكن قلب المخرجة، يظل العمل الفني صدى لصوت الإنسان في أضعف حالاته وأقوى تجلياته. 

هذا، ويعد فيلم “كايي مالغا” مرآة تعكس قدرة الفن المغربي على حمل رسائل الحرية والعدالة، وهو يخطو نحو الأوسكار برؤية إنسانية لا تنسى ضحايا حرب غزة.

تحرير: علاء البكري