طقطقة الركبة: لغزٌ طبي يكشف براءته

- Advertisement -

كثيرًا ما يستيقظ المرء على وقع أصوات طقطقة تنبعث من ركبتيه كلما تحرك أو صعد درجات السلم، فيخال أن الأمر نذير عطب أو بداية مرض يوشك أن يقيد حركته. 

غير أن دراسة طبية حديثة، نشرتها مجلة الطب المفصلي المتخصصة، جاءت لتضع حدًا لهذه المخاوف، مؤكدة أن هذه الأصوات في الغالب ليست سوى ظاهرة طبيعية لا تستوجب القلق.

رسالة طمأنة للملايين

وكشفت الدراسة، التي شملت تحليل بيانات أكثر من خمسة آلاف شخص من مختلف الفئات العمرية، على امتداد عامين كاملين، أن تسعين في المئة من حالات الطقطقة المفصلية لا ترتبط بأي مرض أو تدهور في الغضاريف. 

وهذه النتيجة تمثل رسالة طمأنة لملايين الأشخاص الذين يقلقون من أصوات مفاصلهم، خاصة أولئك الذين يزاولون أعمالًا شاقة أو أنشطة رياضية تتطلب مجهودًا بدنيًا متكررًا.

أسرار الصوت الخفي

الباحثون يرون أن هذه الأصوات تعود في الغالب إلى أسباب بسيطة، مثل انفجار فقاعات غازية دقيقة داخل السائل الزلالي الذي يغذي المفاصل، أو احتكاك الأوتار بالعظام أثناء الحركة. 

وقد تنشأ أحيانًا عن تغييرات طفيفة في أنسجة الغضاريف، وهي تغييرات لا تحمل عادة أي خطر على المدى القريب أو البعيد.

متى يصبح الأمر مقلقًا؟

مع ذلك، يحذر الأطباء من تجاهل الأعراض المصاحبة، فإذا رافقت الطقطقة آلام متكررة، أو ظهرت معها انتفاخات وتصلب في الحركة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على مشكلات تحتاج إلى تدخل طبي عاجل، مثل التهاب المفاصل أو بداية تآكل الغضاريف.

مفاتيح الوقاية والعناية

وأوصت الدراسة بالحفاظ على أسلوب حياة صحي يضمن سلامة المفاصل على المدى الطويل. فالتمارين الرياضية المنتظمة، وخاصة تلك التي تقوي عضلات الفخذين والساقين، تساعد على حماية الركبة من الإجهاد. 

كما أن التحكم في الوزن وتجنب السمنة يعدان من أبرز عوامل الوقاية، إذ يقللان من الضغط على المفاصل. 

ولا يقل عن ذلك أهميةً اختيار الأنشطة الرياضية المناسبة، وتجنب الحركات العنيفة أو غير المدروسة التي قد ترهق الركبة وتضعف مرونتها.

ما وراء الطقطقة… إشارة للحياة

وبينما ينزعج كثيرون من هذه الأصوات المفصلية، يراها بعض الأطباء علامة على حيوية الركبة وحركتها المستمرة. فهي، في غياب الألم، لا تعكس سوى التفاعل الطبيعي بين مكونات المفصل، وكأنها موسيقى خفية ترافق إيقاع الجسد في رحلته اليومية.

تحرير: علاء البكري