عاصفة مغناطيسية قوية تهب على الأرض

- Advertisement -

أفاد مختبر علم الفلك الشمسي بمعهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية أن الأرض تشهد بدء تأثير عاصفة مغناطيسية هي الأقوى منذ ثلاثة أشهر. ينبع هذا النشاط المكثف من ثقب إكليلي على الشمس، حيث تسرّعت الرياح الشمسية إلى مستويات غير مسبوقة، وامتدت موجاتها لتلامس حدود كوكبنا في منتصف الليلة الماضية.

شدة غير متوقعة وموجة مستمرة

التقرير العلمي أوضح أن العاصفة تقارب المستوى جي 3 وفق المقياس المعتمد دوليًا، متجاوزة التوقعات الأولية التي كانت تشير إلى مستوى جي1. آخر تسجيل لعاصفة مماثلة وأكثر شدة كان في مطلع يونيو، قبل أكثر من ثلاثة أشهر.

وتشير الحسابات الحالية إلى أن تدهور الحقل المغناطيسي سيستمر لفترة تقدر بين أربعة إلى ستة أيام، مع فترات متفاوتة من النشاط والهدوء تتخللها انبعاثات منفردة متكررة، كل منها يحمل في طياته طاقة كونية هائلة.

الطبيعة المتقلبة للثقوب الإكليلية

وتتميز الثقوب الإكليلية بعدم الاستقرار الكبير، إذ تتكون من سلسلة طويلة من الانبعاثات تستمر لساعات، وتختلط بفترات هدوء نسبي. ويؤكد العلماء أن الظاهرة الحالية لا تتوافق تمامًا مع التوقعات الأولية، وهو ما يفتح احتمالات لتطورات غير متوقعة، إذ تستمر التيارات المغناطيسية المحلية في التحرك خلال الساعات القادمة بين السادسة والتاسعة.

مراقبة دقيقة واستعداد للغيب

وتتابع المختبرات العلمية حول العالم التغيرات لحظة بلحظة، مستخدمة محطات الرصد العالمية لتسجيل كل تأثير على المجال المغناطيسي للأرض. وتذكر العاصفة الحالية بأن الشمس كيان حي يرسل نبضاته إلى كوكبنا، لتذكرنا بمدى ترابطنا مع الفضاء وضرورة الاستعداد لمواجهة تقلباته.

انعكاسات محتملة على الأرض

وعلى الرغم من أن التقرير لم يتطرق إلى توقعات دقيقة للأضرار المحتملة، إلا أن العلماء يشددون على أهمية متابعة التطورات، لا سيما تأثير الرياح الشمسية على الأقمار الصناعية، الشبكات الكهربائية، وأنظمة الاتصال الحديثة. وتخبرنا الطبيعة الكونية أن كل نبضة من الشمس يمكن أن تكون رسالة قوية، وأن الأرض، بما فيها من حياة ونشاط بشري، تستجيب لهذه الرسائل في حركة مستمرة من التأقلم والصمود.

تحرير: علاء البكري