في رواق «H» بالدار البيضاء، تنبض إفريقيا بلونها وجرأتها وأناقتها، عبر معرض «AFRI’CAN» الذي افتُتح اليوم بحضور ثُلّة من الفنانين والمصممين وعشّاق الجمال. يطلّ المعرض كرحلة بصرية في ملامح التصميم الإفريقي المعاصر، حيث تتجاور الذاكرة مع الحداثة، وتتحوّل الحِرفية إلى لغة تُروى بالضوء والملمس والرمز. بين قطع الأثاث والتحف والجدرانيات، تتجلّى إفريقيا كحلم فني متجدّد أبدعه المصمم المغربي ياسين حميشان، وجعل منه مسرحًا للتفاعل بين التراث والابتكار.
تصميم يحتفي بالهوية
يقدّم المعرض أعمال ثلاثة مصممين مغاربة شباب هم حورية أفوفو وكامل حجي ومريا بلخو، في مشهد متكامل يعكس حيوية الإبداع المغربي في حضن القارة. تستلهم الأعمال رموزها من الصناعات التقليدية والذاكرة الجماعية لإفريقيا، وتترجمها إلى رؤية معاصرة تُمجّد الجمال وتستكشف الهوية بلغة التصميم. وتقول حورية أفوفو إن «AFRI’CAN» يجسّد «إفريقيا قوية وواثقة»؛ فحروف «CAN» تحيل إلى إفريقيا التي تستطيع، وتعيد كتابة قصتها بالإبداع.
حوار بين الزليج والخشب
يقدّم المهندس المعماري والمصمم كامل حجي، خريج البوليتكنيك الفيدرالية بلوزان، رؤية تمزج بين الزليج والخشب بحثًا عن جمالية مشتركة تتجاوز الحدود. «سعيتُ إلى جعل الموروث المغربي يتحاور مع الرموز الإفريقية»، يقول حجي، حيث تتلاقى النقوش والألوان لتعبّر عن وحدة الإبداع الإفريقي، وتصبح مواد الزليج والخشب والمعدن عناصر تتبادل الأدوار لصياغة سرد بصري جديد.
شجرة الباوباب: ذاكرة النساء
اختارت الفنانة مريا بلخو أن تمنح صوتها للنساء الإفريقيات والمغربيات عبر مجموعة «تحت أحلام شجرة الباوباب». ترى في هذه الشجرة رمزًا للحكمة والقوة، وتجعل ظلّها فضاءً تُروى تحته حكايات النساء اللواتي صغن ذاكرة القارة عبر الأجيال. تمزج بين الرسم والتصميم لتجعل من الأثاث والأدوات اليومية وسائط فنية تنبض بالذاكرة والأنوثة والخلود.
إفريقيا في قلب الدار البيضاء
يفتح معرض «AFRI’CAN» أبوابه أمام الجمهور ابتداءً من 21 أكتوبر 2025، ليوفّر فرصة اكتشاف التصميم الإفريقي في تجلياته المتعدّدة. وتقام على هامشه ورشات ولقاءات تجمع الفنانين والمصممين من المغرب وإفريقيا، تعميقًا للحوار حول مستقبل التصميم في القارة وتعزيزًا للروابط الإبداعية بين بلدانها. في قلب الدار البيضاء، تتحدّث إفريقيا بلغة الفن، وتعلن مرّة أخرى أن القارة التي «تستطيع» تُبدع لتُغيّر العالم.
علاء البكري



