بين نوبل للسلام وصوت الحرب: ماريا كورينا ماتشادو تهاتف نتانياهو

- Advertisement -

في مساءٍ تداخلت فيه السياسة بالعاطفة، أجرت ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية والحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وجّهت خلالها كلماتٍ تفيض بالقوة والإيمان بالشجاعة التي تُقاوم «القوى الشمولية»، من دون أن تسمّي أحدًا، وكأنها تخاطب العالم كله في مرآةٍ من وجعٍ وأمل.

صوت من فنزويلا إلى الشرق الأوسط

كتبت ماتشادو على منصة «إكس»: «الفنزويليون يقدّرون السلام، ويعلمون أن بلوغه يحتاج إلى شجاعةٍ عظيمة ووضوحٍ أخلاقيّ يقف في وجه قوى تتحدّى إنسانيتنا». وأضافت: «كما نناضل من أجل الحرية والديمقراطية في فنزويلا، فإن كل أرضٍ في الشرق الأوسط تستحق مستقبلًا يقوم على الكرامة والعدالة والأمل»—جسرٌ من كراكاس إلى غزة يحمل حلم عالمٍ لا تحكمه البنادق بل الضمائر.

الحرية في مواجهة الاصطفاف

رأت ماتشادو أن دعم إيران لنظام مادورو ليس حدثًا معزولًا، بل علامة على اصطفافٍ عالميّ بين أنظمةٍ تُضيّق على الحرية. واعتبرت أن «تحالف مادورو وإيران ومنظمات مثل حماس وحزب الله والحوثيين» يعكس صراعًا بين حرية الشعوب ومنطق الاستبداد.

اتصالٌ تتقاطع فيه السياسة بالرمز

أعلن مكتب نتانياهو عن المكالمة، مهنّئًا ماتشادو بنوبل، فيما أشادت هي بقراراته «الحاسمة» في مواجهة حماس، ورحّبت باتفاق أتاح إطلاق عدد من الرهائن في غزة. كلماتٌ ذات حمولة رمزية معقّدة تجعل جائزة السلام تحضر في لحظةٍ يعلو فيها صوت الحرب.

جدل يتجاوز الجغرافيا

دوّى الجدل في أمريكا اللاتينية؛ الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو ساءل علنًا منح الجائزة لشخصيةٍ خاطبت نتانياهو سابقًا داعيةً إلى دعمه ضد نظام كاراكاس. وفي الأثناء، توجّهت فنزويلا إلى مجلس الأمن بشكوى من «مخططاتٍ عسكرية أميركية» وسط انتشار بحري أمريكي، وهي عملية أعلنت ماتشادو تأييدها.

سلام على حافة العاصفة

بين خطاب السلام ومواقف تقارب خطوط النار، تبدو ماتشادو اختزالًا لتناقضات اللحظة: سلامٌ يُكرَّم في زمن الصواريخ، وحريةٌ تنال وسامها وسط ضجيج البنادق—دراما عالمٍ يحاول المواءمة بين المثال والواقع.

علاء البكري