في زمنٍ تتسارع فيه الكوارث المناخية، يواجه نحو 900 مليون فقير حول العالم تهديدًا مباشرًا من موجات الحر والجفاف والفيضانات والتلوث، وفق تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويؤكد القائم بالأعمال هاولينغ شو أن «لا أحد في مأمن من تبعات تغيّر المناخ، غير أنّ الفقراء هم الأكثر تضررًا»، داعيًا إلى جعل مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل لحظةً حاسمة لاعتبار العمل المناخي جزءًا من محاربة الفقر.
فقرٌ يتقاطع مع الخطر
يكشف التقرير، المنجز بالشراكة مع مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية (OPHI)، أن 1.1 مليار إنسان يعيشون فقرًا متعدد الأبعاد في 109 دول، نصفهم أطفال. ولا يقتصر الفقر على الدخل بل يشمل سوء التغذية ووفاة الرضع وغياب السكن اللائق والتعليم والصرف الصحي والكهرباء، في صورة تختصرها حكايات ملايين مثل ريكاردو في بوليفيا الذي يعيش بأسرة ممتدة في بيت صغير بلا موارد كافية.
إفريقيا وجنوب آسيا في مرمى اللهيب
تتحمّل إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا القسط الأكبر من «الفقر المناخي»، إذ تضمان قرابة 955 مليون فقير. ويتعرض 78.8% من الفقراء (887 مليون شخص) لواحد على الأقل من أربعة تهديدات كبرى: الحرارة الشديدة، التلوث، الفيضانات، والجفاف؛ فيما واجه 11 مليونًا المخاطر الأربعة مجتمعة خلال عام واحد.
لحظة اختبار عالمي
يحذّر التقرير من أن استمرار الاحترار بمستوى يتجاوز 1.4° مئوية يجعل الفقراء أول من يدفع الثمن. ويقترح مواءمة مكافحة الفقر مع العمل المناخي واستعادة النظم البيئية لبناء مجتمعات أكثر مرونة وعدالة؛ فالفقر والمناخ وجهان لأزمة واحدة لا تُحلّ إلا بوضع الإنسان والكوكب في صفٍّ واحد.
علاء البكري



