عائشة غابان: مذيعة من خيال الآلة تطل على المشاهدين البريطانيين

- Advertisement -

بخطاب واثق ونبرة قريبة من البشر، أطلت “عائشة غابان” على شاشة القناة الرابعة البريطانية لتفتتح برنامجًا وثائقيًا بعنوان “هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي وظيفتي؟”. لم تكن عائشة صحفية حقيقية، إنما هي ثمرة خوارزمية أتقنت نسج ملامحها وصوتها من العدم، لتصبح أول مذيعة تولدها الآلة وتقدّم برنامجًا وثائقيًا في بريطانيا.

تجربة تلفزيونية تهز يقين المشاهد

اُستعين بهذه المذيعة الافتراضية لتقديم وثائقي يستكشف التحولات التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، ويطرح سؤالًا يقلق الملايين: من سيبقى في وظيفته بعد سنوات قليلة؟ تقول غابان بصوت يشبه الحقيقة: “الذكاء الاصطناعي سيطال حياة الجميع في السنوات المقبلة… وربما مقدمو البرامج التلفزيونية مثلي.” ولم تُكشف هويتها إلا في نهاية الوثائقي حين قالت: “لا وجود لي. لقد ولّدني الذكاء الاصطناعي، وصنع صوتي وصورتي.”

القناة الرابعة: بين التجربة والتحذير

عُرض البرنامج ضمن سلسلة “ديسباتشيز” الاستقصائية كتجربة فكرية تحاكي المستقبل وتختبر وعي الجمهور. وتؤكد لويزا كومبتون، مديرة الأخبار في القناة الرابعة، أنّ الهدف إبراز ضرورة حماية جوهر المهنة الصحفية القائمة على التحقق والمصداقية والنزاهة، وهي قيم يصعب على الخوارزميات نسخها بالكامل.

حين يصبح الإعلام مرآة للآلة

يغوص الوثائقي في التبدلات القادمة بمجالات الموسيقى والموضة والطب والقانون، مشيرًا إلى عصر تُصاغ فيه الوجوه بالكود وتُخلق الأصوات رقمياً وتُروى الأخبار بلا حضور بشري مباشر. وقد ظهرت تجارب سابقة في الهند والكويت، كما قدّمت وكالة “شينخوا” الصينية منذ 2018 نشراتها عبر مذيعين افتراضيين.

مهنة في مفترق الطرق

بين الفضول التقني والخوف من المجهول، يضع الوثائقي المشاهد أمام سؤال جوهري: هل سيبقى الإنسان سيد الكلمة والصورة، أم سيغدو ضيفًا عابرًا في عالمٍ تكتبه الآلة؟ عائشة غابان، التي وُلدت من رموز رقمية، رحلت مع نهاية البرنامج، لكنها تركت وراءها علامة استفهام كبيرة عن مستقبل المهن الإبداعية.

علاء البكري