تنتشر خرافات ومعتقدات حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، تتخذ صورًا مطلقة وتقدم تفسيرات مبسطة لواقع معقد. تؤثر هذه الأفكار على تصورات المجتمع وسلوكياته، وتحوّل الضحايا إلى هدف للنقد بدل حصولهن على الدعم والحماية. يشير الباحث الأمريكي «جاي بيترز» من جامعة «مين» إلى أنّ هذه المعتقدات تجعل الضحايا يُبدين وكأنهن وافقن على ما تعرضن له أو ساهمن فيه ضمنيًا، ما يقلل من خطورة المشكلة ويمنح المعتدين مبررات زائفة.
العنف حاضر في جميع الطبقات الاجتماعية
لا يقتصر العنف على الأسر الفقيرة؛ فهو ينتشر عبر جميع المستويات الاقتصادية والثقافية. كثير من النساء ذوات الوضع الاقتصادي الجيد لا يبلّغن خوفًا من الوصمة أو خجلًا، ويلجأن إلى دعم خاص من أطباء أو محامين، ما يخفي حجم المشكلة عن الرأي العام.
المعتدون ليسوا بالضرورة مرضى نفسيين
في معظم الحالات لا ينشأ الاعتداء عن اضطراب نفسي. قد يبدو المعتدي هادئًا وودودًا اجتماعيًا، بينما يمارس العنف في المنزل. وصف باحثون مثل «هارفي كليكلي» و«روبرت هير» بعض المعتدين بأنهم متزنون عقليًا دون علامات هلوسة أو اضطراب سريري.
تأثير الطفولة ليس قدرًا محتومًا
نشأة الطفل في بيئة عنيفة قد تُعلّم أنماطًا سلوكية سلبية، لكنها لا تُحدد المصير. كثيرون شهدوا العنف في طفولتهم ولم يصبحوا معتدين؛ فالسلوك العنيف مكتسب اجتماعيًا وثقافيًا ويمكن تغييره بالتوعية والتربية.
المخدرات والكحول عوامل مُسهِّلة لا أسباب
تعاطي المخدرات أو الكحول قد يُسهّل السلوك العنيف، لكن السبب الجوهري يرتبط بالمنظومة القيمية والشخصية وأنماط السيطرة. كثيرون يتعاطون دون أن يمارسوا اعتداءً.
العنف سلوك مقصود للسيطرة
ليست الاعتداءات «نوبات غضب» عفوية بقدر ما هي أفعال مُخطط لها لإلحاق الأذى وفرض السيطرة. المعتدي يختار الوقت والطريقة والهدف.
الرجال ليسوا عنيفين بالفطرة
العنف سلوك مكتسب لا صفة بيولوجية. لا يفسّره التستوستيرون وحده، بل ثقافات تشجّع بعض الرجال على استخدام العنف لفرض السلطة وحل النزاعات.
الضحية لا تتحمّل مسؤولية العنف
لا يبرر أي تصرّف من الضحية الاعتداء. محاولة إرضاء المعتدي أو تهدئته لا تمنع العنف، لأن الإيذاء قرار يختاره المعتدي.
العنف قضية مجتمعية لا شأنًا أسريًا خاصًا
العنف ضد النساء يخلّف آثارًا نفسية وجسدية واقتصادية تتجاوز البيت إلى المدرسة ومكان العمل والمجتمع، ما يستدعي تدخلًا قانونيًا ومؤسساتيًا.
وجود الأطفال لا يحميهم من الأذى
مشاهدة العنف تُلحق بالأطفال أذى شبيهًا بالتعرّض المباشر: قلق، أرق، تدنّي الثقة بالنفس، اكتئاب. تتفاقم الآثار مع التعرّض المتكرر.
النساء لا يبقين مع المعتدي «اختيارًا حرًّا»
الخوف، انعدام الموارد، فقدان الثقة بالنفس، العزلة الاجتماعية، والأمل في التغيير—all تحدّ من حرية القرار وتُفسّر البقاء القسري في العلاقة المؤذية.
العنف النفسي يوازي الجسدي في الضرر
الاعتداء النفسي المستمر يُحدث أضرارًا طويلة الأمد: اضطرابات هضمية، صداع مزمن، اكتئاب، قلق، إدمان، واضطراب ما بعد الصدمة. الأذى غير المرئي قد يكون أعمق أثرًا.
الانتشار العالمي للعنف القائم على النوع
تؤكد بيانات الأمم المتحدة أن عنف الشريك هو الأكثر شيوعًا عالميًا. وتشير دراسة منشورة في The Lancet (2022) إلى أن 27% من نساء العالم تعرّضن للعنف الجسدي أو الجنسي من أزواجهن—امرأة من كل أربع تقريبًا.
علاء البكري



