في موقفٍ يعبّر عن التزام فني وإنساني لافت، أعلن نجمان بارزان من فيلم «سوبرمان» الأخير مقاطعتهما لإسرائيل في المجال السينمائي. ويتعلق الأمر بالممثل ديفيد كورينسويت، الذي جسّد شخصية “سوبرمان”، وبالممثلة ميلي ألكوك، التي أدّت دور “سوبرغيرل” في الفيلم، واشتهرت سابقاً بدور “رينيرا ترغاريان” الصغيرة في مسلسل «بيت التنين».
كورينسويت يوقّع من أجل فلسطين
ووقّع ديفيد كورينسويت على تعهّد «عاملون في صناعة السينما من أجل فلسطين»، لينضمّ إلى قائمة متزايدة من شخصيات هوليوود التي أعلنت تضامنها مع الشعب الفلسطيني. وحثَّ هذا التعهّد، الذي أُطلق في الثامن من شتنبر الماضي، العاملين في صناعة الترفيه على مقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية، والتذكير بجرائم الاحتلال في فلسطين، من العدوان على غزة إلى سياسات الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.
ميلي ألكوك: الفن في مواجهة التطبيع
بدورها، وضعت ميلي ألكوك توقيعها على التعهّد ذاته، الذي يدعو الفنانين إلى الاسترشاد برؤية المجتمع المدني الفلسطيني عند اختيار مشاريعهم، تفادياً لأي مشاركة قد تُفهم كتطبيع مع الاحتلال. وقد لاقت المبادرة إشادة واسعة من فنانين ومدافعين عن حقوق الإنسان، في حين آثر بعض الفنانين عدم التوقيع بحجة “تعقيد القضية” أو رغبةٍ في الابتعاد عن السياسة.
تعهّد عالمي يعلو فوق الصمت
أُطلق هذا التعهّد بمشاركة أولى من 1200 موقّع، ليتجاوز العدد لاحقاً خمسة آلاف فنان ومبدع حول العالم، من بينهم مارك روفالو وأوليفيا كولمان وإيما ستون وتيلدا سوينتون وريز أحمد وخافيير بارديم. واستند المنظّمون إلى تقارير محكمة العدل الدولية ومنظمة العفو الدولية التي وصفت معاملة إسرائيل للفلسطينيين بأنها ترقى إلى مستوى الفصل العنصري والإبادة الجماعية، مستلهمين روح حملات المقاطعة الثقافية التي واجهت نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
الفن مرآة للموقف
منذ عرض الفيلم، لاحظ المتابعون على مواقع التواصل إشارات رمزية تربط العمل بالقضية الفلسطينية، إذ رأى كثيرون في الأحداث تلميحاً إلى مأساة شعبٍ يتعرّض للإبادة على يد قوّة تدعمها الولايات المتحدة. كما استوقفتهم مشاهد الاحتجاجات داخل الفيلم، التي شبّهها الجمهور باحتجاجات حدود غزة عام 2018، معتبرين أنّ «سوبرمان» هذه المرة لا يكتفي بإنقاذ العالم الخيالي، بل يرفع صوته ـ مجازًا ـ دفاعًا عن العدالة في أرضٍ شريفة تنزف منذ عقود.
علاء البكري



