في خريطةٍ عالمية يرسمها مؤشر الجريمة، برزت خمس مدن إفريقية ضمن قائمة العشر الأكثر خطورة في العالم لسنة 2025، وفق دراسة حديثة أجرتها مؤسسة «كومبير ذي ماركت» البريطانية، استنادًا إلى معطياتٍ إحصائية تراكمت على مدى ست سنوات ونصف.
هيمنة جنوب إفريقيا على مراتب الخطورة
وأظهرت الدراسة تفوق المدن الجنوب إفريقية في هذا التصنيف، إذ تهيمن بثلاث مدنٍ ضمن المراتب الخمس الأولى، في دلالة على استمرار التحديات الأمنية والاجتماعية التي تعيشها البلاد. وجاءت مدينة بيترماريتسبورغ في الصدارة بمؤشر جريمة بلغ 82,0، بعد تقلباتٍ طفيفة بين عامي 2019 و2021، لتكرّس موقعها كأكثر مدن العالم خطورة.
بريتوريا وجوهانسبورغ ودوربان في دائرة القلق
واحتلت بريتوريا المرتبة الثالثة عالميًا بمؤشر 81,8، محافظة على منحنى شبه مستقر منذ عام 2019، في حين جاءت جوهانسبورغ سادسةً بمؤشر 80,8، بعد سنوات من التذبذب الطفيف في معدلات الجريمة. أما دوربان فحلت في المرتبة السابعة بمؤشر 80,6، مسجّلة زيادة طفيفة مقارنة بعام 2019، تعكس ارتفاعًا محدودًا في الجرائم المبلّغ عنها.
بورت إليزابيث وكيب تاون: مدن على حافة التوتر
وجاءت غكبيرها (بورت إليزابيث) في المرتبة التاسعة بمؤشر 78,1، بعد ارتفاع تدريجي قدره 2,1 نقطة خلال السنوات الأخيرة. وفي المقابل، تمركزت كيب تاون في المرتبة السابعة عشرة عالميًا بمؤشر 73,7، وهو ارتفاع يُظهر تزايدًا ملحوظًا في الجرائم المعلنة، رغم كونها إحدى أبرز الوجهات السياحية في القارة.
منهجية التصنيف: حين يصبح الأمن شعورًا وإدراكًا
واعتمدت الدراسة، التي شملت 400 مدينة عبر العالم، على مؤشر الجريمة الإدراكي، حيث منحت كل مدينة درجة من مائة تمثل أعلى مستويات الخطر. واستند التصنيف إلى تقييمات المشاركين حول مدى شعورهم بالأمن، وتجاربهم مع الجرائم العنيفة والجرائم المرتبطة بالممتلكات، إضافة إلى نظرتهم العامة تجاه واقع الجريمة في مدينتهم.
قراءة في الأرقام: مدن تبحث عن الطمأنينة
وكشفت هذه النتائج عن تزايد الإحساس بانعدام الأمان في المدن الجنوب إفريقية، وتسلّط الضوء على الحاجة إلى سياساتٍ أكثر شمولاً لمكافحة الجريمة وإعادة الثقة للمجتمع. وفي المقابل، طرحت الدراسة تساؤلاتٍ أعمق حول مفهوم الأمن ذاته: هل يُقاس بالأرقام وحدها، أم بالشعور الجمعي الذي يصنعه الناس في تفاصيل حياتهم اليومية؟
علاء البكري



