دبي: مطعم يقوده طاهٍ بالذكاء الاصطناعي

- Advertisement -

في مدينة تتعامل مع المستقبل بوصفه جزءًا من حاضرها، قدّمت دبي تجربة مطعم “ووهو”، حيث يقف الذكاء الاصطناعي في موقع الطاهي الذي يقترح أطباقًا لا تنتمي إلى الذاكرة البشرية. عند المدخل، يظهر “الشيف أيمن” على هيئة هولوغرام بملامح رقمية، ويقود الزائر نحو ممرّ تغمره الأضواء الحادّة، في مشهد يهيّئ لتجربة طهي تبتعد عن كل ما هو مألوف.

وصفات من مختبر الخيال، وطبق يثير الدهشة


ويدعم هذا الطاهي الافتراضي مخزون علمي واسع، إذ درّب الفريق مطوّر النموذج على دراسات طويلة في علم التغذية الجزيئية وآلاف الوصفات، فصار قادرًا على ابتكار أطباق جديدة تتجاوز حدود المطبخ التقليدي. ومن بين هذه الابتكارات، تبرز مقبّلة “لحم الديناصور النيّء” التي استندت إلى خريطة جينية تخيّلية لكائن منقرض، للوصول إلى مكونات معاصرة تمنح نكهة تقارب ما كان يمكن أن ينتجه ذلك الكائن في زمنه.


الزائر التركي إيفي أورغونلو وصف طعم الطبق بأنه “غير متوقّع”، واعتبر أن قائمة الطعام تحمل أسماء تجعل الزائر عاجزًا عن تخيّل نكهتها قبل التذوّق. في وسط المطعم، يتلألأ هيكل معدني ضخم تتغيّر ألوانه عبر برمجيات تخلق عوالم افتراضية أثناء تناول الطعام، في محاولة لجعل التجربة حسّية كاملة، لا تعتمد على الطعم وحده.

صوت الطهاة: بين الحرفية الإنسانية والمستقبل الرقمي


ويتولى الطاهي التركي سرحات كارانفيل تنفيذ الأطباق على أرض الواقع. ويؤكد أنّ دوره يصب في الطبخ ويمتد أيضًا إلى النقاش مع “الشيف أيمن” من أجل خلق توازن بين الفكرة الرقمية والمعايير الذوقية التي يفرضها الواقع. وتقف في الجهة المقابلة آراء تشكّك في قدرة الذكاء الاصطناعي على الوصول إلى جوهر الطهي؛ إذ يرى الطاهي السوري محمد أورفلي أنّ المطبخ يزدهر حين يكون ممتلئًا بالذكريات والعاطفة، ويعتبر أنّ الذكاء الاصطناعي “يفتقد النفس الذي يمنح الطبق قيمته”.

دبي: مدينة تعيش الغد كما لو أنه حاضر مكتمل


المطعم، رغم الجدل الدائر حوله، وجد مكانه سريعًا في مدينة اعتادت احتضان التجارب الجريئة. فوفق ما يوضح المؤسس أحمد شاكر، بُني “ووهو” ليقدّم للزائر إحساسًا بعالم عام 2071، العام الذي يكتمل فيه قرن على قيام دولة الإمارات. ويستفيد المطعم من البيئة التي توفرها دبي، حيث تتنامى ثقافة الطعام، ويُسجَّل سنويًا عدد كبير من التراخيص الجديدة، وتساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل ذائقة جمهور واسع ينجذب إلى التجارب الفريدة.


وتقول إحدى المقيمات في المدينة إنّها تابعت الحديث الدائر حول المطعم وقررت زيارته، ثم خرجت بتجربة “تجمع بين المفاجأة والمتعة”، مؤكدة أن الأطباق “تفتح بابًا لرؤية جديدة للطهي”.

تحرير: علاء البكري