مريم بنصالح شقرون: حين تتحول ريادة النساء إلى قوة صاعدة

- Advertisement -

في فضاء احتفالي يكرّم الاجتهاد ويُنصت للإنجاز، ارتفع صوت مريم بنصالح شقرون ليحمل معنى أعمق من خطاب عابر، صوتٌ يستحضر مسارًا جماعيًا للمرأة المغربية وهي تشق طريقها بثبات داخل النسيج الاقتصادي الوطني، وتحوّل الأفكار إلى مشاريع، والطموح إلى قيمة مضافة.
خلال حفل تسليم جائزة “تميز للمرأة المغربية”، شددت بنصالح شقرون على أن عمل اللجنة المشرفة على الجائزة انطلق من منطق الإنصاف وتكافؤ الفرص، واعتمد معايير واضحة تحكمها الشفافية والدقة في مختلف مراحل الانتقاء، بما يضمن مصداقية التتويج وعدالته.

رفع نوعي لقيمة الجائزة ودعم أوسع للمبادرات النسائية

وتميّزت الدورة العاشرة للجائزة بخطوة وازنة تمثلت في الرفع الكبير للقيمة المالية، حيث انتقل مجموع الجوائز من ثلاثمئة ألف درهم في الدورات السابقة إلى ما يفوق مليونًا ومئة وأربعين ألف درهم.
ويمنح هذا التحول الجائزة نفسًا جديدًا، ويوسع دائرة الاستفادة، ويفتح المجال أمام عدد أكبر من المشاريع النسائية الطموحة.
وترى بنصالح شقرون أن هذا التطور يعكس إرادة فعلية لمواكبة المبادرات النسائية، وتوفير الشروط الكفيلة بضمان استمراريتها وتعزيز أثرها الاقتصادي والاجتماعي داخل محيطها المحلي والوطني.

“تميز” مسار وطني للاعتراف بقيمة المرأة المغربية

وفي رؤيتها للجائزة، تعتبر مريم بنصالح شقرون أن “تميز” يشكل مسارًا وطنيًا للاعتراف بقيمة المرأة المغربية ومكانتها في البناء الاقتصادي، باعتبارها فاعلًا منتجًا وصاحب مبادرة وقدرة على الابتكار.
وتستمد الجائزة، بحسب تعبيرها، قوتها الرمزية والمؤسساتية من الرؤية الملكية السامية التي تضع المرأة في صلب مشروع التنمية الشاملة، وتمنحها فضاءً متكافئًا للإبداع وتحقيق الذات.

أرقام تكشف حجم الحضور النسائي في الاقتصاد

لغة الأرقام جاءت لتعكس هذا الحضور المتنامي؛ فقد توصلت اللجنة بأكثر من سبعمئة وثمانية عشر ملف ترشيح، من بينها ستمئة وخمسة وثمانون ملفًا تقدمت به نساء، مقابل ستين مشروعًا تقدم بها رجال.
وبعد مراحل دقيقة من الانتقاء، تم اختيار سبعين مشروعًا على المستوى الجهوي، بمعدل ستة مشاريع عن كل جهة، قبل أن تتوّج المرحلة النهائية ستة وثلاثين مشروعًا على الصعيد الوطني.
هذه المعطيات، كما تشير بنصالح شقرون، تعكس الحجم الحقيقي لمساهمة المرأة المغربية في الاقتصاد الوطني، ودورها المتزايد كرافعة للتنمية وكمحرّك للاستثمار الاجتماعي والاقتصادي.

احتفاء وطني تحت الرعاية الملكية السامية

هذا، وجرى تنظيم حفل تسليم جائزة “تميز للمرأة المغربية” من طرف وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تحت شعار: “تميز المرأة المغربية… إبداع وريادة”.
ويحمل هذا الاحتفاء في رمزيته اعترافًا وطنيًا بالطاقات النسائية، ويؤكد أن مسار التنمية في المغرب يكتسب معناه الكامل حين تتقدم المرأة بثقة، وتشارك في صياغة المستقبل بعملها وإبداعها ورؤيتها.

علاء البكري