أخبار

كيف تتعامل مع طفلك في الحجر الصحي- د. غيثة علمي

كيف تتعامل مع طفلك في الحجر الصحي

د. غيثة علمي –  اخصائية  في علم النفس – الدار البيضاء

 من المهم  أولا أن نشرح للأطفال وحسب أعمارهم وبالتالي مستوى نضجهم ، ماذا يعني الفيروس، ومن الضروري وضع كلمات حول هذا الوضع الجديد الذي يعيشه الطفل، حتى لا يجد نفسه بمفرده يواجه أسئلته وتفسيراته الخاصة، لان عدم قول أي شيء له أو إنكار الامر،  من خلال الاستهزاء التام بفيروس كورونا سيكون بمثابة فقدان مصداقيتك معه.

الطفل ومنذ اللحظة التي يكتسب فيها ملكة اللغة ويصبح قادرا على التعبير عن نفسه، فهو قادر أيضا ليس فقط على فهم معنى الكلمات ولكن أيضا فهم المسكوت عنه.

لذلك من الضروري تنوير الأطفال حول هذا الفيروس غير المرئي، مع تحديد أنه يمكن أن يجعل الناس مرضى أو حتى مرضى جدا، ولكن ليس من المجدي ارعابهم واخبارهم أنه قد يكون مميتًا ، لأنه يمكن أن يقوض إحساسهم بالأمن الداخلي ويسبب لهم القلق.

مع الأطفال دون سن السادسة، قد يكون من الضروري في بعض الأحيان استحضار الألعاب أو الشخصيات أو الدمى أو الرسومات لتصوير الفيروس وبالتالي تسهيل الفهم.

مع الاطفال الاكبر سنا،  ينبغي التأكيد على خطر هذا الفيروس  مع تجنب التحدث إليهم طوال اليوم حول هذا الوباء.

كلما كبر الطفل، أصبح أكثر وعياً بمفهوم المرض والموت وعدم العودة بعدها، ما بين سن 12 و 18 عامًا، يحتاج المراهقون اكثر للأحلام والتخطيط للمستقبل، فإذا أصبح الموقف مثيرا للقلق بالنسبة له بشكل كبير، فقد تنقلب دوافعه مما قد يؤثر أيضًا على أدائه الدراسي.

ومن المفيد للآباء، الا يظهروا خوفهم للطفل و الشعور بالعجز التام، بل اشعره  بتلك السيطرة على محيطك حتى وان كان ذلك وهميا ولكنه امر ضروري حتى لا يغرق طفلك في القلق

يمكننا أن نذكره أيضًا بأنه على مر التاريخ كانت الفيروسات متواجدة دائمًا وأنه سيكون هناك فيروسات أخرى في المستقبل، وأن البشر تمكنوا دائمًا من البقاء على قيد الحياة من خلال العلم والبحث حول جميع هاته الأوبئة.

على الا يكون ذلك اكثر من اللازم، حتى لا نرهق الطفل مما سيجعله يشكو طوال الوقت من ارهاق شديد وفقدان السيطرة وعدم القدرة على تحقيق أي شيء كيفما كان.

واذا وصل الطفل او المراهق الى هاته الحالة فمعناه انه وصل لمرحلة الاجهاد المزمن الناجم عن خطاب الوالدين او كثرة المعلومات التي تركز فقط على الحديث عن الوباء والجائحة

ما يتعب الطفل كثيرا ليس تفكيره بغسل اليدين في الكثير من الأحيان بل المرهق فعلا هو ضعف الدعم الاجتماعي بين أفراد الأسرة وعدم التواصل بما يكفي

على الاباء ان يحاولوا عدم ترك اطفالهم معزولين، ومحجوزين في غرفهم امام اجهزة الكمبيوتر او العاب الفيديو، الدعم النفسي والعاطفي للآباء أمر ضروري ، خاصة عندما يشعر بانعدام الأمن بسبب وجود الجائحة.

يجب تنظيم الحياة في المنزل ووضع لائحة لاحتياجات كل فرد، وبعبارة أخرى ، يجب على الآباء التخطيط لأسبوعهم بشكل فردي، وكذلك أسبوع أطفالهم على حدة، ومن الحكمة ان تكون هناك فترات راحة ووجبات عائلية ولكن ايضا المشاركة في المهام، فالعديد من الآباء يشتكون أن أطفالهم لا يساعدونهم، مما يؤدي إلى توترات عائلية. هذا هو بالضبط السبب الذي يجعل من المهم تدوين جميع المهام الجديدة التي تقع على عاتق الأسرة ويمكن للجميع القيام ببعضها.

 لذلك يجب أن يشمل الجدول الزمني للطفل والمراهق جميع ساعات الدرس، ولكن أيضًا لحظات الاسترخاء أو الألعاب أو المهام التي يجب عليهم القيام بها.

من المفترض ان يجعل الاباء في البيت مدرسة بشكل ما، وبالتالي عليهم معرفة طريقة نقلهم للمعلومة وكيفية تكييفها مع طريقة تعلم اطفالهم، بشكل عام فان من لديهم اسلوب عقلاني يفضلون استعمال النظرية والتساؤل والتحليل ويحبون ان يحللوا بأنفسهم لكنهم بحاجة لتطوير التواصل بشكل اكبر مع اطفالهم.

 بعض الآباء يفضلون إنشاء رابطة عاطفية مع أطفالهم و لديهم هذه القدرة على التحدث عن أنفسهم. غالبًا ما يكون الجو إيجابيًا في العمل في المنزل.

قوتهم هي قدرتهم على تحوير المحيط العام من اجل ايصال افضل ولكننا ننصحهم بوضع اطار واضح لأطفالهم اثناء العمل.

بالنسبة للآخرين، يعتمد أسلوب الايصال  بشكل أكبر على الممارسة العملية والتمارين والواجبات المنزلية والصور، هؤلاء اباء لديهم اسلوب عملي اكثر.

  يسمحون لأطفالهم بفهم فائدة دروسهم، لجعلها أكثر وضوحًا من خلال التكرار عدة مرات لضمان فهم طفلهم ولكن على هؤلاء ادخال القليل من العاطفة اثناء التفسيرات وتجنب الكثير من التفاصيل التي من شأنها أن تتعب الطفل.

من المهم أن تضع في اعتبارك هذه العلاقة الثنائية: المرسل / المستقبل ، ولكن أيضًا الأب / الطفل و/ أو الأم / الطفل ، مع كل ما يشمله كتوقعات حقيقية وخيالية، التخفيف قليلا من المتطلبات الدراسية امر ضروري ايضا وذلك  لتجنب توتر العلاقات الابوية.

يمكننا مثلا إعطاء الطفل خطة العمل، تنظيم دروسه وتوضيح كيفية ترتيب المعلومات حسب الأولوية ولكن  يجب علينا أيضًا إتاحة الفرصة له ليتساءل ويرتكب اخطاء.

في الختام، قد يكون الحجر الصحي فرصة عظيمة للعثور على لحظات التكامل والمشاركة ويكون ذلك انجع لو اعطى الاباء انفسهم الوقت الكافي للتعرف على أطفالهم من خلال الألعاب، من خلال سرد قصص أسرية، لتعرف الآخر عليك الاستماع له دون الحكم عليه وقبوله في اختلافه مع عيوبه وإخفاقاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى