أخبار

الاخصائية نزهة الخميري: كيف نتجاوز رهاب ما بعد الحجر الصحي

الاخصائية نزهة الخميري: كيف نتجاوز رهاب ما بعد الحجر الصحي

منذ اقتراب الإعلان الحكومي عن التخفيف عن الحجر الصحي، والحديث عن الرجوع للحياة اليومية المعتادة بين الناس، لا يخلو من تأثيرات نفسية جانبية. هناك من تراوده أفكار التخوف من المستقبل وإعادة الاندماج، وهناك من نجده في معنى “كل ما هو ممنوع مرغوب” : يشتاق للخوض في الحرية المسلوبة. نعرف في التحليل النفسي أن كلما ازداد خوف الإنسان، تضاعف شعوره بالعجز، مما يؤدي به إلى الحكم المسبق وبالتالي الحذر والعنف أحيانا.. في الوقت الذي يستعد فيه أغلبية المواطنين لاستعادة نشاطهم المعتاد، بنوع من الحماس والفرحة والشوق كذلك، هناك من تأثرت نفسيتهم واضطربت، عند الالتحاق بالعالم الخارجي، خوفا من العدوى التي قد يصاب بها في آخر المطاف، من بعد حجر صحي شديد التطبيق، وبعد امتثالهم لجميع التعليمات اللازمة الأمنية ضد الوباء… إذ نلاحظ بعضهم لا يزالوا في حذر شديد من الاختلاط، يطلبون توصيل الحاجيات عبر الإنترنت، لا يزالوا يعتكفون منازلهم من شدة الخوف من الإصابة، وهناك من تجرأ على الخروج بنوع من الحذر والذعر وأحيانا بعدوانية اتجاه الآخرين الملتزمين للوقاية نسبيا، سواء بتبادل النظرات تارة، الانفعالات السلوكية، و اللفظية تارة أخرى، كما نلاحظ هؤلاء من سلكوا سلوك الاندفاعية فتغافلوا عن منهج الوقاية من الوباء. عند غزوة هذا الفيروس حقل البشرية، خلف هذا الأخير أعراضا واضطرابات مثل: اضطراب الخوف والقلق الاجتماعي بشتى أنواعه من : Agoraphobie وهو الخوف الشديد من الزحام، ثم l’anthropophobie  وهو الخوف من الناس عامة، كما تكاثر اضطراب la        Blemmophobie وهو الخوف من نظرة الآخر أو أن يشتبه به.

من الطبيعي أن يشعر الإنسان بشعور الخوف والانفعال من خلال بعض المواقف الاجتماعية الغير المعتادة، وهذا الشعور يؤدي به إلى الاجتناب و الضغط الحاد على الأنشطة اليومية الاعتيادية أو العمل أو المدرسة أو الأنشطة الأخرى، إذ لاحظنا مع انتشار هذا الفيروس، اضطر معظم الموظفين إلى العمل ثم الاجتهاد عبر الإنترنت، بما فيه من تغيير مفاجئ وصعوبات عدم التعود، القلق… إلى مرحلة التأقلم، ثم تأتي مرحلة استرجاع أسلوب العمل الاعتيادي لكن في جو يطبعه الخوف من المجهول من الحذر والتجنب، والفرحة والشوق لتخطي الخطر كذلك.

الخلاصة، لا ننفي جميعنا أن هذا الفيروس والحجر الصحي قد ترك في نفوسنا تساؤلات وتخمينات في إعادة التفكير في تصرفاتنا، أولوياتنا، سلوكياتنا، علمنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أن نستفيق لما حولنا من نعم، وأن نراجع التواصل مع ذواتنا، ونفهم ونحدد ما نصبو إليه، سواء على حياتنا الشخصية والاجتماعية كذلك، لا ننسى أيضا ما ساهم فيه الحجر الصحي من تواصل أسري وحرمان آخرين من نعمة الأحباب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى