صحة

لعلامات النظيفة: التغذية الصحية تغري المزيد من المغاربة

(زينب البوعزاوي – ومع)

يولي المستهلكون المغاربة، على نحو متزايد، أهمية لمكونات المنتجات الغذائية في اتخاذهم لقرارات الشراء، مفضلين كل ما هو طبيعي وصحي.

وتشتمل “العلامات النظيفة” Clean label، التي يُفترض أن تنبه المستهلك إلى الجودة الغذائية للمنتجات، على عبارات من قبيل “بدون سكريات مضافة”، و”بدون مواد حافظة”، و”بدون نكهات صناعية”، و”خالية من اللاكتوز” أو “خالية من الغلوتين”.

العلامات النظيفة: هل يتعلق الأمر بموضة؟

عند قيامها بالتسوق في المحلات التجارية الكبرى، تحرص ليلى دائما على قراءة الملصقات الموجودة على المنتجات التي ستشتريها.

وقالت ليلى في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: “أحاول شراء منتجات صحية تحتوي على قدر أقل من المواد المضافة والملونات، دون السقوط في غواية الوعود الجذابة البارزة على العلب”.

وأضافت أنه “للتحقق من تركيبة المنتجات، أستخدم تطبيقا على الهاتف، خاصة وأنني أعاني من حساسية الغلوتين واللاكتوز”.

أما بالنسبة لنهى، فإن شراء المنتجات “الخالية” من عدد من المواد هو خيار شخصي وليس طبي.

وأضافت هذه السيدة: “جميعنا متفقون على أن الأطعمة فائقة المعالجة ضارة بالصحة. إن مجرد احتواء هذه الأطعمة على قائمة طويلة من المكونات يفقدها قيمتها الغذائية”، مؤكدة أن الأمر لا يتعلق بموضة بل بانشغال المرء بصحته.

وقد ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تعزيز هذا الوعي بفضل نصائح “المؤثرين الغذائيين” الذين ينشرون المنتجات الصحية والإرشادات الغذائية بشكل يومي.

في المغرب: علامة المنتجات البيولوجية (BIO) تكتسب المزيد من الزخم

ومع دخول القانون رقم 12-39 حيز التنفيذ، باتت المملكة تتوفر على إطار قانوني وتنظيمي متين للإنتاج البيولوجي، لتصبح ثاني دولة إفريقية تعتمد تشريعا خاصا بهذا القطاع.

ويضمن هذا الإطار التنظيمي مراقبة المنتجات البيولوجية وإصدار شهادات صارمة، مما يضمن تطابقها مع المعايير الدولية.
ومن بين العلامات البيولوجية المغربية، تبرز “BioMaroc” كشهادة مرجعية للمنتجات العضوية في البلاد. ويتعين أن تخضع المنتجات الراغبة في عرض هذه العلامة للمراقبة والإشهاد من قبل هيئة معتمدة.

وفي هذا الصدد، سلطت منال أونزار، المتخصصة في الفلاحة البيولوجية بالمغرب، الضوء على التنوع الكبير للمنتجات البيولوجية بالمملكة. وتشمل هذه المجموعة تنوعا مثيرا، بدء بزيت الزيتون والأركان وصولا إلى الفواكه الطازجة والمجففة، مرورا بالنباتات العطرية والطبية.

وذكرت المتخصصة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “شجرة الزيتون وشجرة اللوز وكذا الحمضيات وزراعة الخضروات تحتل مكانة مرموقة بين الزراعات البيولوجية الرئيسية، وتمتد على مساحة 12 ألف هكتار”.

وتابعت أن انتشار المنتجات البيولوجية له تأثير كبير على الاقتصاد المحلي، مما يحدث فرصا للشغل ويحفز الصادرات، خاصة نحو الأسواق الأوروبية، التي تولي أهمية كبيرة للمنتجات البيولوجية.

وبفضل مخطط المغرب الأخضر، عزز المغرب سياسته الخاصة بوضع العلامات التجارية على المنتجات الفلاحية، بما في ذلك المنتجات البيولوجية. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تثمين المنتجات المحلية المغربية وتشجيع الممارسات الفلاحية التي تحترم البيئة.

ويتوفر المغرب حتى الآن على 37 منتجا موسوما بالعلامة، بما في ذلك الإشارات الجغرافية وتحديد موقع المنشأ، وتشمل مجموعة واسعة من المنتجات، والزيوت والفواكه الطازجة والمجففة، مرورا بالنباتات العطرية ومشتقاتها.

وفي هذا السياق، يجسد أحمد، وهو فلاح ينتج منتجات بيولوجية بجهة سوس ماسة، روح الفلاحة البيولوجية باعتزاز.ويعتبر أن الفلاحة البيولوجية ليست مجرد وسيلة لزراعة الأرض، بل هي فلسفة حياة. ويقول “إن اعتماد الزراعة البيولوجية لا يعني الاهتمام بأرضنا فحسب، بل يعني أيضا تقديم منتجات صحية للمستهلكين”.

وتوجد هذه الازدواجية بين الحفاظ على النظام البيئي المحلي والمسؤولية تجاه مستهلكي منتجاته في صلب التزامه.
وبذلك تصبح علامة BioMaroc شعارا لهذا النهج. وبالنسبة لأحمد، فهي تمثل أكثر من مجرد شهادة، بل تجسد الثقة والالتزام بالمعايير الصارمة للجودة البيولوجية.

وأضاف أنه “بفضل علامة BioMaroc، يتوفر زبناؤنا على ضمانة على الجودة البيولوجية لمنتجاتنا”. إنها ضمانة للشفافية وإمكانية التتبع، وكذلك بالنسبة للمستهلكين الحريصين على صحتهم وعلى تأثير خياراتهم على البيئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى