المكتبة الوطنية للمملكة المغربية… الإعلان عن مؤسسة خناثة بنونة للبحث العلمي للشباب
فعلت المستحيل من أجل تأسيس هذه المؤسسة، وحلمت بإنجازها منذ أواخر الثمانينات
خناثة بنونة
تغطية : علاء البكري
شهدت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، مساء الأربعاء 25 من الشهر الجاري، الإعلان عن مؤسسة خناثة بنونة للبحث العلمي للشباب. بحيث تكون الكاتبة القديرة خناثة بنونة هي الرئيسة المؤسسة الشرفية لهذه المؤسسة، التي تدعو وبشدة إلى دعم مشاريع البحث العلمي للشباب وتشجيع الباحثين الشباب في شتى الفروع والمجالات العلمية التي بإمكانها السير ببلادنا خطوات واسعة نحو التقدم والرقي والازدهار.
وعن تأسيسها لهذه المؤسسة، قالت خناثة بنونة : “فعلت المستحيل من أجل تأسيس هذه المؤسسة، وحلمت بإنجازها منذ أواخر الثمانينات، وحقق الله سبحانه وتعالى لي هذه الرغبة مؤخرا في هذه السنة، وكنا قد اعتكفنا أنا ومجموعة من العلماء، وحصلنا على الرخصة المؤقتة ثم على الرخصة الرسمية”.
والجدير بالذكر هنا، هو أن الرائدة خناثة بنونة كانت الشخص الوحيد الذي تبرع بكل ما تبقى في حوزته من مال في سبيل وضع الخطوات الأولية للمؤسسة، ومن أجل تحقيق استقلالية مالية لها، فاستطاعت المؤسسة بفضلها شراء عقار”عمارة” على شكل وقف، تدر عليها مداخيل الكراء، ومردودية هذا الكراء هي مصدر المنحة أو الجائزة الممنوحة للباحثين الشباب.
وتخلل هذا الإعلان حفل تكريم على شرف الكاتبة والأديبة المغربية الرائدة خناثة بنونة، تم خلاله تقديم الأرشيف الأدبي للأديبة المحتفى بها للممكتبة الوطنية بالمملكة المغربية قصد توثيقه وتأريخه والعناية به.
وقالت بنونة في تصريح لها ” إن الأرشيف الأدبي الذي تم تسليمه للمكتبة الوطنية، هو جزء من مجموع أرشيفها الذي سلمته من قبل لمكتبات من شتى ربوع المملكة، وخارجها.
ويتكون أرشيف الأديبة خناثة من ثمانية أبواب، تشمل مذكرات ومنشورات وتصريحات وشهادات وصور تذكارية تؤرخ لفترة النضال الأدبي للأديبة، في فترة ما بعد الاستقلال، سواء من أجل القضية الوطنية أو القضية الفلسطينية.
وعرف هذا الاحتفاء حضور ومشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية البارزة، من بينهم رئيسا الحكومتين السابقتين عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني والناقد المغربي نجيب العوفي وغيرهم.
وفي كلمته بالمناسبة، وصف مدير المكتبة الوطنية، محمد الفران، الكاتبة خناثة بـ”النخلة المغربية التي نبتت وانبجست من تراب هذه الأرض، وانتصبت سامقة في سماء الأدب المغربي لا تستضل إلا بفضل الفكر والإبداع الإنساني أيّاً كان جنسه ومحتواه”، مبرزا في الآن نفسه مساهمتها في تأسيس الحركة الأدبية المغربية، عبر تجربتها الغنية والمبدعة التي جمعت بين السياسي والثقافي والاجتماعي والإنساني. كما تحدث عن أرشيف الأديبة خناثة بنونة معتبرا إياه أرشيفا بالغ الأهمية بالنسبة للباحثين والطلبة والمهتمين، وأنه سيشكل إضافة نوعية للأرشيفات الأدبية التي ازدانت بها المكتبة الوطنية منذ تأسيسها.
من جهته، أكد رئيس مشروع خناثة بنونة للبحث العلمي، عدنان رمّال، أن الاحتفاء بهذه المرأة المبدعة هو احتفاء بشخصية وطنية، عبرت ومازالت تعبر عن تلك الروح الوطنية التي لا ترضى بالذل والانكسار أمام أي نوع من أنواع الاستعمار سواء كان عسكريا أم ثقافيا، كما ساهمت من موقعها في خدمة الأدب وتجسيد معانيه الحقيقية، بل أطرت ووجهت ثلة من الأساتذة الباحثين ومن رجال الأعمال من أجل تأسيس مؤسسة خناثة بنونة للبحث العلمي للشباب، باعتبار أن الشباب هو المحرك الأساسي لكل عمل مستقبلي.
وفي تصريح لمجلتنا فرح، قالت الكاتبة خناثة أن هذا التكريم “يمثل لي مفخرة من المفاخر التي أفتخر بها، وقلت وأقول وسأقول إن المغاربة لو وضعوا لي تمثالا من ذهب في باب كل مدينة، لا يساوي شيئا أمام ما يفعلونه معي”، معتبرة هذا التكريم واحدا من التكريمات المتعددة التي أنجزها لها المغاربة سواء في الكليات أو المعاهد أو المؤسسات أو الأحزاب في كل بقاع بلدنا الحبيب.