على هامش مهرجان فاس للثقافة الصوفية، تغنت جنبات حديقة “جنان السبيل” بمدينة فاس، بنفحات فياضة وروائع متميزة للإنشاد والمديح النبوي، أدتها مجموعة “معلمات” فن التراث المصمودي.
وعاش الجمهور الحاضر، لما يزيد عن الساعة من الزمن، على وقع أنغام وأناشيد وإيقاعات موسيقية رائعة للفن المصمودي المعروف بالعاصمة الإسماعيلية، وبطقوس “الحضرة النسائية” التي برعت في أدائها هذه المجموعة المتميزة تحت إشراف المعلمة “حسنة”.
واستمتع الجمهور بهذا العرض البهي، الذي انطلقت فيه أصوات “المعلمات” على إيقاعات بطيئة يدمجن بعدها بشكل تدريجي حركات إيقاعية أكثر حيوية بتواز مع الزغاريد النسائية، ليصلن إلى قمة الحضور الخاشع الذي يشكل جوهر “الحضرة النسائية”.
وأتاحت هذه الإيقاعات الفريدة للجمهور فرصة التعرف عن قرب على الفن المصمودي وإيقاعاته المتنوعة التي تجذب مختلف الشرائح المجتمعية ومن بلدان عديدة للاستمتاع بالنغمات الطربية الأصيلة.
وكان الجمهور الذي تابع فقرات العرض على موعد مع رحلة صوفية رفقة هذه المجموعة الغنائية إلى مدينة مكناس التي تزخر بالعديد من المجموعات الغنائية اللواتي يمتهن فنون تراثية مختلفة (ملحون، عيساوة، مصمودي…).
ويضم البرنامج المسطر لهذه النسخة، التي تنظمها جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية إلى غاية 27 أبريل، تنظيم موائد مستديرة تتناول مواضيع متنوعة، لاسيما “ما بعد الأنسنة: ما هو الدور الذي تلعبه الروحانية؟ ، فضلا عن حوار بين الفلاسفة والعلماء والصوفية حول قضايا من قبيل “ما هي الروح الإنسانية؟”.
وعلاوة على ذلك، سيضرب جمهور المهرجان موعداً مع افتتاح العديد من المعارض، لاسيما معرض سامي علي (فن الخط العربي) ، ومعرض ينجامين بيني (فن الرسم على الصور الفوتوغرافية)، وفاطمة الزهراء الصنهاجي (شعر)، وجمال الناصري (عود).
كما سيكون الجمهور، طيلة أيام المهرجان، على موعد مع سهرات فنية للاستمتاع بابتهالات كل من الطريقة الوزانية وحمادشة والطريقة القادرية البودشيشية والطريقة الشرقاوية.
وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان فاس للثقافة الصوفية، يهدف إلى “مساءلة دَور الصوفية في عالم اليوم والتعريف ببصمات المرجعية الصوفية في الرسم والحروفية والغناء والموسيقى والسينما، وإعادة اكتشاف أبعاد التراث الصوفي الروحية والفنية التي لا تنضب”، وفق المنظمين.