الدار البيضاء: تكريم أيقونة الملحون والشكوري زهرة الفاسية

- Advertisement -

(فرح)

تم أمس الأحد بالمتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء، تكريم أيقونة الطرب اليهودي-المغربي، الراحلة زهرة الفاسية، في حفل طربي مغربي بامتياز.

زهرة الفاسية

وتم خلال هذا الحفل، المنظم من قبل جمعية نغم، بشراكة مع مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، تقديم ورقة تعريفية بمسار الفنانة الراحلة زهرة الفاسية، التي بصمت وما تزال عن حضور قوي في الساحة الفنية المغربية، من خلال أغاني خالدة على رأسها ” سيدي حبيبي” و”مزينو نهار اليوم”.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أعرب رئيس مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي السيد سيرج بيرديغو، عن سعادته بتنظيم هذا الحفل التكريمي لأيقونة الفن اليهودي المغربي زهرة الفاسية.
وأبرز أن الأمر يتعلق بامرأة عظيمة، حيث لم يكن من السهل لامرأة في ذلك الوقت أن تقتحم مجال الغناء، لكن زهرة الفاسية استطاعت بطموحها وصمودها، تخطي كافة العوائق ورفع مختلف التحديات، “من أجل أن تتمكن من أن تكون الشخص الذي هي عليه فعلا، فنانة حقيقية ذات خامة صوتية مميزة وأداء باهر”.
وأضاف السيد بيرديغو أن كثيرا من الأغاني التراثية الشعبية المغربية، التي تستمع لها مختلف شرائح المجتمع المغربي، هي في الأصل تعود للفنانة زهرة الفاسية، معربا عن أسفه في هذا السياق لكون الكثيرين يرددون هذه الأغاني الخالدة التي تعد جزءا من التراث الفني اليهودي المغربي، دون معرفة صاحبها الحقيقي.
وفي هذا الإطار، ومن أجل التوثيق والحفاظ على هذا التراث الفني، أشار إلى أنه يجري العمل حاليا على “مشروع إعداد أسطوانة خاصة تجمع كافة أعمال الفنانة زهرة الفاسية، التي سترى النور خلال الأشهر القادمة، وستكون بجودة عالية من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الفني المهم”.
من جهتها، أبرزت رئيسة جمعية نغم السيدة نهاد الصنهاجي أن هذا الحفل التكريمي يندرج في إطار حرص الجمعية على الاهتمام والتعريف أكثر بالفن الطربي خاصة المغربي، ومن خلاله تسليط الضوء على شخصيات فنية بصمت المشهد التراثي المغربي.
وأكدت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “التراث له حق علينا ومن واجبنا الاهتمام به، ومن هذا المنطلق قمنا بخلق ورشات تراثية، حيث تكلمنا عن الغيوان والعيطة بكل أنواعها، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة ارتأينا هذه السنة، تسليط الضوء على امرأة تشكل أيقونة من أيقونات الفن المغربي “.
وأضافت أنه “اخترنا تكريم الراحلة زهرة الفاسية التي اهتمت بمجموعة من الفنون منها الملحون، والغرناطي، والشكوري، والتي تركت بصمتها إلى اليوم في الساحة الفنية والثقافية المغربية”.
من جانبه، قال عبد الله بنشرادي، فنان موسيقي وباحث في التراث المغربي، ومؤسس المشروع الفني “ميراث”، أن هذا الحدث يأتي في إطار تشجيع التراث المغربي بصفة عامة، وتكريم رواد الفن المغربي بصفة خاصة.
وأوضح، في تصريح مماثل، أنه تم اختيار زهرة الفاسية ،ومن خلالها بالفن “الشكوري”، التي تعد رائدة من رواده، للاحتفاء بها في هذا الحفل، وذلك لنفض الغبار عن هذه الأيقونة، وتكريم مسارها الفني، والتعريف بها خصوصا لدى الأجيال الصاعدة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور المرأة في التراث المغربي، والطفرة النوعية التي خلقتها في الميدان الفني الطربي.
وتم خلال هذا الحفل، الذي شهد حضور مجموعة من الشخصيات الفنية في مجال الملحون والطرب المغربي، بالإضافة إلى مثقفين وأساتذة وباحثين في ميدان الثقافة اليهودية المغربية، تقديم عروض موسيقية من قبل الفنان عبد الله بن شرادي، وكورال نغم، والفنانة الشابة داليدا مسكوب، والذين قدموا فقرات فنية في طرب الملحون والشكوري، مع غناء مجموعة من الأغاني من ريبرتوار الفنانة الراحلة زهرة الفاسية