برنامج اليوم الدولي لمكافحة العنف والتنمر المدرسي 2022
يؤثر انتشار العنف في المدرسة، بما في ذلك التنمر عبر الأنترنت على عدد كبير من الأطفال والمراهقين بشكل سلبي، ويمتد التأثير حتى فيما بعد مرحلة البلوغ والشباب، وفي ظل تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها، أعلنت الدول الأعضاء في اليونسكو الخميس الأول من شهر نوفمبر، كيوم دولي واحتفالية لمناهضة العنف والبلطجة في المدرسة بما في ذلك التنمر عبر الإنترنت، معترفة بأن العنف المرتبط بالمدرسة بجميع أشكاله يعد انتهاكا لحقوق الأطفال والمراهقين في التعليم والصحة والرفاه.
وقامت اليونيسكو بدعوة الدول الأعضاء وشركاء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى ذات الصلة، وكذلك المجتمع المدني بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والأفراد وغيرهم من أصحاب المصلحة للمساعدة في تعزيز اليوم الدولي والاحتفال به وتسهيله، حسب ما جاء في الموقع الرسمي لليونسكو.
ويوجه هذا اليوم، حسب اليونسكو، انتباه الطلاب وأولياء الأمور وأعضاء المجتمع التعليمي وسلطات التعليم ومجموعة من القطاعات والشركاء، لتشجيع الجميع على المشاركة في منع العنف عبر الإنترنت من أجل سلامة الأطفال ورفاهية الشباب، لأن للتنمر المدرسي آثار سلبية خطيرة على الأطفال والشباب، حيث يجدون صعوبة في التركيز في الفصل أو قد يقومون بالتغيب عن الصفوف أو التسرب من المدرسة تماما، الأمر الذي يؤثر على التحصيل الأكاديمي للتلميذ، ناهيك صحتهم العقلية ونوعية حياتهم بشكل عام، هذا ويحرز ضحايا التنمّر نتائج دراسية أسوأ من النتائج التي يحرزها أقرانهم، ويعدّون أكثر عرضة للانقطاع عن التعليم النظامي بعد إتمام التعليم الثانوي، فأجواء القلق والخوف وانعدام الأمن لا تتوافق مع تلقي العلم وتقوض جودة التعلم للجميع.
لذلك يسلط اليوم العالمي لمكافحة العنف والتنمر في المدرسة لعام 2022 الضوء على الدور المهم الذي يلعبه المعلمون في جعل المدرسة مكانا آمنا لجميع المتعلمين. فالمعلمون هم في قلب الحل ويحتاجون إلى الشعور بالقوة والقدرة والاستعداد للعمل. ورغم ذلك، هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التدريب والدعم الأقوى من المدرسة وخارجها.
كما أقامت اليونسكو بالتعاون مع شركائها، ندوة دولية كبرى حول موضوع هذا العام، “ليس تحت إشرافي: دور المعلمين في منع العنف المدرسي والتصدي له”، ويتم بثها عبر الإنترنت، وتهدف إلى حشد الجميع من أجل العمل على إنهاء العنف في المدارس، وتوجيه النظر للدور المهم الذي يؤديه المعلمون والدعم الذي يحتاجون إليه للمساعدة في الحفاظ على المدارس كبيئة تعلم آمنة، وتجمع هذه الندوة بين واضعي السياسات التعليمية والممارسين وشركاء التنمية والمعلمين وغيرهم من أعضاء المجتمعات المدرسية، بهدف إقامة علاقات تعاون والسعي نحو خلق أفكار جديدة تساهم في مجال منع العنف المدرسي.
وفي ذات السياق، قامت مجلة فرح بإجراء حوار خاص مع أطر وتلاميذ ‘مؤسسة نيزدن للتعليم الأولي’، للتعرف أكثر على المجهودات التي تقوم بها المؤسسة من أجل محاربة ظاهرة التنمر والعنف في المدرسة.
حيث أكدت المعلمة ‘سعيدة’ أن المؤسسة “تقوم بحملة تحسيسية للتعريف بتأثير التنمر على نفسية التلميذ وتحصيله الدراسي، في الأسبوع الأول من كل عام دراسي جديد. مشيرة إلى أن محاور الحملة التحسيسية يتم إعدادها من طرف الإدارة ومشاركتها بعد ذلك مع معلمات مختلف الصفوف الدراسية بغية شرحها أكثر للتلاميذ”. كما قالت المعلمة “إن الحملة التحسيسية لمحاربة التنمر والتعريف بتأثيره النفسي على التلميذ، دائما ما تكون لها نتائج إيجابية، من خلال استجابة التلاميذ مع المعلمات، ومن خلال نهي التلاميذ لبعضهم البعض إذا كان أحدهم يتنمر على تلميذ آخر”. هذه التفاعلات الإيجابية، حسب المعلمة، “تقوم بإيصال رسالة واضحة لنا كإطار تربوي وهي أننا قمنا بعمل رائع من خلال تعليم هذه الأخلاقيات المهمة لأطفالنا الذين سيكونون غدا مستقبلا لبلادنا، كما أننا نفتخر لأننا كنا جزءا من هذا العمل الرائع”.
أما تلميذ الفصل الخامس ‘أحمد أمين’، فقال إن “الأسبوع الأول من كل سنة في مؤسستنا يعجبني كثيرا، لأننا نقوم بالتحدث مع معلماتنا كثيرا ونسألهن الكثير من الأسئلة حول التنمر وكيف يمكننا الحد منه في مدرستنا، ودائما ما يقولون لنا إنه يجب أن نعتبر زملاء القسم والمدرسة كإخوان وأخوات لنا، وأن نعامل بعضنا بلطف وأن نساعد بعضنا في الواجبات المدرسية، وألا نتحدث مع بعضنا البعض بغضب أو نتعارك…”
وبالنسبة لولية الأمر ‘أسماء’ (أم أحمد أمين)، فقد أكدت على أن ‘ابني أحمد دائما ما يكون متحمسا لبداية العام الدراسي، والسبب دائما يكون أنه سيتحدث مع معلمته حول التنمر وكيفية الحد منه في المدرسة، يعجبه الموضوع كثيرا ولاحظت ذلك في تصرفاته مع أخته الصغيرة في السنوات الثلاث الأخيرة، أصبح أكثر عقلانية في تعامله معها وينصت لها حتى لو كان كلامها دون معنى، يلعب معها ويعطيها كامل وقته، ويقول إن المعلمة قالت لهم أن يعاملوا بعضهم البعض في المدرسة مثلما أعامل أختي، وأن لا أعنفها أو أنقص منها لأنها فقط أصغر مني، هذا الأمر أسعدني للغاية وجعلني أتوجه في أول سنة درس فيها ابني بالمؤسسة لأشكر إطارها التربوي على تنوير أطفالنا بهذه الطريقة الحضارية، إنه لشيء رائع جدا وأوجه الشكر مرة أخرى للإطار التربوي لهذه المؤسسة”.