بعد ارتفاع نسبة الجرائم ضد النساء بتونس، طالبت الديناميكية النسوية، وهي ائتلاف يضم تسع جمعيات تعمل في مجال مكافحة العنف ضد المرأة في تونس، بوضع خطة وطنية عاجلة لمجابهة جرائم قتل النساء بتونس وإنقاذ المواطنات التونسيات من شبح العنف والقتل الذي يهدد حياتهن كل يوم.
ودعت الديناميكية جميع المتدخلين في مجال مناهضة العنف ضد النساء، من هيئات قضائية ومؤسسات حكومية إلى تحمل مسؤولياتهم في تطبيق القانون وتنفيذ التزاماتهم المحمولة على عاتقهم وذلك على مستوى الوقاية والحماية وتتبع المعتدين ووضع الآليات الكفيلة بالقضاء على ظاهرة العنف ضد النساء، والحرص على تطبيقها، والتعاطي الجدي مع ظاهرة تقتيل النساء في تونس.
كما دعت الى دعم مجهودات منظمات المجتمع المدني في الإحاطة بالنساء المعنفات وحمايتهن، معربة عن استغرابها من “عدم تعامل هياكل الدولة مع موضوع تقتيل النساء بالجدية المطلوبة، مما جعلها ظاهرة مسكوت عنها”.
وانتقدت الديناميكة النسوية تعامل هياكل الدولة مع هذه الجريمة وعدم التحرك من أجل التصدي لتواتر جرائم القتل التي تتعرض لها النساء، مذكرة، بأنها تقدمت بحزمة من المقترحات لوزارة المرأة لوضع حد لهذه الظاهرة ولكن الوزارة اكتفت بالصمت ولم تتفاعل مع هاته المقترحات.
وأفادت أن جرائم قتل النساء بتونس قد ارتفع بشكل ملحوظ، إذ سجلت 12 حالة قتل الناجم عن العنف المبني على النوع الاجتماعي في ظرف أربعة أشهر من سنة 2023.
من جهتها، كانت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ أعلنت، في وقت سابق، أن مصالحها الجهويّة المختصّة ترابيّا بالقيروان قد اتخذت التدابير الفوريّة الضروريّة للتعهّد النفسي بطفلتي الضحيّة البالغتين من العمر 5 و 10 سنوات ومباشرة التنسيق مع الجهات الأمنية والقضائية لاتّخاذ الإجراءات اللازمة لضمان مصلحتيهما الفضليين.
بدورها، نشرت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن التونسية، في وقت سابق، بيانا نددت من خلاله بتواتر جرائم قتل الزوجات من قبل أزواجهن بمعدل يزيد عن حالة قتل شهريا تقريبا (15 جريمة في 2022)، مؤكدة أن هذا الأمر، الذي وصفته ب”المفزع”، يستدعي من كل القوى المناهضة للعنف ضد المرأة دق ناقوس الخطر.
وعبرت الوزارة عن رفضها القاطع لكل مظاهر التطبيع مع العنف المسلط على النساء والفتيات، داعية الى وقف نزيف العنف المسلط عليهن بالخصوص في الفضاء الأسري ومزيد إنفاذ القانون وتعزيز الجانب الوقائي والتحسيس بخطورة الظاهرة وتداعياتها المأساوية.
يشار إلى أن الديناميكية النسوية التونسية تضم جمعيات “النساء الديمقراطيات” و”أصوات نساء” و”كلام” و”بيتي” و”أمل للعائلة” و”الطفل” و”توحيدة بن الشيخ” و”النساء التونسيات للبحث حول التنمية والمرأة” و”المواطنة بالكاف”.