سياحة: تكثيف الاستعدادات مع قرب حلول موسم الصيف

- Advertisement -

بعد الانتعاش الذي ميّز الفصل الأول من السنة، والنمو القوي لعدد السياح الوافدين إلى المغرب (4 ملايين سائح عند متم أبريل)، وكذا تسجيل منحى تصاعدي لمعدلات الاسترجاع، يأمل الفاعلون في قطاع السياحة في مواصلة هذا الزخم خلال موسم صيف 2023.

ولا يدخر مهنيو القطاع (منظمو الرحلات وشركات الطيران والوكالات المتخصصة في تنظيم التظاهرات..) أي جهد لضمان نجاح هذا الموسم، وذلك بهدف تعزيز رقم المعاملات وتقديم خدمات ذات جودة عالية للزبائن، سواء المحليين أو الأجانب.

وتبدو آفاق قطاع السياحة واعدة خلال صيف هذه السنة، نظرا للنتائج الأخيرة التي حققها القطاع الذي يواصل انتعاشه القوي لتعويض الخسائر الناجمة عن الأزمة المرتبطة بفيروس كورونا.

وفي الشق المؤسساتي، مهدت الوزارة الوصية الطريق من خلال إطلاق خارطة الطريق الجديدة للفترة 2023-2026، والتي تروم التوجه نحو سياحة مستدامة وشاملة.

وبفضل النمو الذي يشهده النقل الجوي، ومؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، وخارطة الطريق الجديدة الطموحة التي أعدتها الوزارة، يقدم المغرب لزواره تجربة لا تُنسى وفرصة للانغماس في ثقافة غنية ومتنوعة.

+ خارطة طريق جديدة من أجل قطاع يشهد نموا مطردا

تطمح خارطة الطريق هذه إلى استقطاب 17,5 مليون سائح بحلول سنة 2023، أي ما يعادل تحقيق 120 مليار درهم من المداخيل بالعملة الصعبة. كما تراهن على خلق 80 ألف فرصة شغل مباشرة و120 ألف غير مباشرة.

وبغلاف مالي يصل إلى 6,1 مليار درهم، تهدف خارطة الطريق إلى تحويل القطاع السياحي، من خلال اعتماد تصور جديد للعرض السياحي يتمحور حول تجربة الزبون ويرتكز على 9 سلاسل موضوعاتية و5 سلاسل أفقية، معزز بمخطط لمضاعفة سعة النقل الجوي، مع إيلاء اهتمام خاص للترويج والتسويق والرقمنة.

+ حركة النقل الجوي في أوج نشاطها

تشهد حركة النقل الجوي، من جهتها، نموا ملحوظا يتجلى من خلال تزايد عدد شركات الطيران التي تقترح رحلات مباشرة نحو المدن المغربية الرئيسية.

وبحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن المكتب الوطني للمطارات، فقد سجلت حركة النقل الجوي الدولي ما مجموعه 5.346.194 مسافرا خلال الفصل الأول من السنة الجارية، بارتفاع بنسبة 8 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2019.

وفي التفاصيل، سجلت حركة النقل الجوي مع أوروبا، والتي تمثل أكثر من 83 في المائة من حركة النقل الجوي الدولي، معدل نمو بلغ نسبة 12 في المائة مقارنة بالفصل الأول من سنة 2019، في حين حققت سوق أمريكا الشمالية قفزة بنسبة 32 في المائة.

وعلاوة على ذلك، سجلت المطارات الدولية للمغرب، على غرار مطارات الدار البيضاء ومراكش وأكادير، معدلات نمو من رقمين مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019.

+ مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة تنتقل إلى السرعة القصوى

في الجانب المتعلق بالإيواء، تتوفر المملكة على مجموعة واسعة من المؤسسات المصنفة التي تقدم خدمات عالية الجودة.

ويضمن نظام تصنيف المؤسسات السياحية، الذي تشرف عليه وزارة السياحة، الامتثال لمعايير الجودة العالية وتنوع خيارات الإقامة التي تتناسب مع جميع الميزانيات.

وفي هذا الصدد، أفاد مرصد السياحة بأنه تم تسجيل ارتفاع استثنائي بلغت نسبته 161 في المائة، عند متم شهر مارس الماضي، في إجمالي عدد ليالي المبيت بالمؤسسات السياحية المصنفة، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022.

وعند ترجمة هذا الأداء إلى العملة الصعبة، فإن مداخيل السفر المدرة من النشاط السياحي لغير المقيمين بالمغرب بلغت ما مجموعه 25 مليار درهم، مقابل 16,5 مليار درهم برسم سنة 2019، أي بارتفاع بنسبة 51 في المائة.

ومن جهتهم، لا يتوان مهنيو القطاع عن بذل قصارى جهودهم لتحسين جودة الخدمات المقدمة للزبائن.

وبالموازاة مع ذلك، يتم تفعيل آلية تتعلق بدعم الدولة لمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة. ويتعلق الأمر بمنح الحكومة لدعم مالي لفائدة هؤلاء الفاعلين، من خلال التمويل الجزئي لبرامج تجديد وتأهيل مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة.

وتحقيقا لهذه الغاية، تم تخصيص غلاف مالي بقيمة مليار درهم، من بينها 80 في المائة مخصصة لتحسين جودة العرض و20 في المائة لتحسين جودة الخدمات. وتم تحديد حصة الدعم في 10 في المائة من رقم المعاملات المحقق من طرف المؤسسة المعنية برسم سنة 2019، بسقف قدره 10 ملايين درهم.

كما تعتزم وزارة السياحة الترويج للمغرب كوجهة آمنة ومرحبة بالسياح وكذا بالمستثمرين في المجال السياحي.

وفي هذا الشأن، تم إطلاق العديد من الحملات الترويجية الدولية لتسليط الضوء على المؤهلات التي تزخر بها المملكة وجذب المزيد من السياح والمستثمرين، بما فيها مشاركة المغرب في المنتدى الدولي للاستثمار الفندقي الذي نظم من 15 إلى 17 ماي الجاري في برلين.