علوم

لأول مرة.. إحصاء الأفيال المهددة بالانقراض عبر الأقمار الصناعية

للمرة الأولى يتمكن العلماء من القيام بمراقبة ومسح وإحصاء الحيوانات البرية والأنواع المهددة بالانقراض، من الفضاء بصور عالية الدقة في المواقع الطبيعية الجغرافية المعقدة، وذلك باستخدام الأقمار الصناعية.

جاء ذلك في الورقة البحثية لفريق علمي من “جامعة باث” (University of Bath) البريطانية بالتعاون مع “جامعة أكسفورد” (University of Oxford) بالمملكة المتحدة و”جامعة توينتي” (University of Twente) في هولندا والمنشورة في دورية “ريموت سينسنغ إن إكولوجي آند كونسيرفيشن” (Remote Sensing in Ecology and Conservation) المتخصصة في أبحاث استخدام تقنية الاستشعار عن بعد بالأقمار الصناعية في حماية البيئة والحفاظ على التنوع الحيوي.

خوارزمية مبتكرة

ووفق ما قالته جامعة باث في بيانها الصادر يوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري، فإنه للمرة الأولى، ينجح العلماء في استخدام كاميرات الأقمار الصناعية، وتحديدا القمر الصناعي “ماكسارز ورلد فيو 3” (Maxar’s Worldview 3) في التقاط صور عالية الدقة للأفيال الأفريقية، وهي تتحرك عبر الغابات والمراعي، وذلك عبر تقنية “التعلم العميق” (Deep Learning).

وتحقق ذلك بمساعدة خوارزمية ابتكرتها الدكتورة أولغا إيزوبوفا من جامعة باث، حيث تمكن الفريق العلمي من عد الفيلة بطريقة تضبط فيها حركة الحيوانات البرية، وهي تتحرك في أماكن وجودها وعبر الغابات والمراعي.

ووفقا لبيان جامعة باث، فقد اعتمدت هذه التقنية على إنشاء مجموعة بيانات لأكثر من ألف فيل في جنوب أفريقيا، تم إدخالها في شبكة عصبونية تُستخدم في تطبيقات الرؤية الحاسوبية، وتحليل المشاهد المرئية، ومن شأنها استخراج السمات الموجودة في الصور أو مقاطع الفيديو.

ووفقا لبيان صحفي نشره موقع قمر ماكسارز الصناعي، فإنه بناء على هذه المعالجة الحاسوبية خلص الفريق إلى أن هذه الشبكة الخاصة يمكنها اكتشاف الأفيال في صور الأقمار الصناعية بدقة عالية؛ مثل قدرات الكشف البشرية.

التقنية وأهميتها

وحول التقنية الجديدة قالت الدكتورة إيزوبوفا إن التقنية الجديدة تسمح بمسح مساحات شاسعة من الأرض في غضون دقائق، وهي أداة يمكن أن تساعد المراقبين من البشر وحماة التنوع الحيوي من الانقراض، والذين كانوا يعتمدون على الطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض في مراقبة وإحصاء أعداد الحيوانات المهددة بالانقراض، أثناء انتشارها في الغابات والبراري.

حيث يمكن للقمر الصناعي أن يجمع الحيوانات الموجودة على مساحة تزيد عن 5 آلاف كيلومتر مربع دفعة واحدة في بضع دقائق، مما يحد من خطر العد المزدوج؛ لأنه سريع للغاية.

وحول أهمية مراقبة وإحصاء الفيلة في أفريقيا، والتي استدعت مثل هذه الأداة الجديدة، قال البيان الصادر من جامعة باث “تعاني القارة الأفريقية من أخطار انقراض الفيلة؛ إذ إن ما يقدر بنحو 40 إلى 50 ألف فيل أفريقي في البرية يندرجون على أنهم معرضون للخطر في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة”.

وفي هذا الصدد قالت الدكتورة إيزوبوفا “إن المراقبة الدقيقة ضرورية إذا أردنا إنقاذ الأنواع، حيث إننا بحاجة إلى معرفة مكان وجود الحيوانات وعددها”، وأضافت أنه تم اختيار الأفيال الأفريقية لهذه الدراسة لسبب وجيه، وهو أنها أكبر حيوان بري، وبالتالي يسهل اكتشافها.

أفاق جديدة

لم تكن هذه الدراسة هي الأولى التي استخدمت صور الأقمار الصناعية والخوارزميات لرصد الأنواع المهددة بالانقراض؛ لكنها كانت أول من رصد الحيوانات التي تتحرك عبر منظر طبيعي غير متجانس، أي في خلفية تشمل مناطق عشبية مفتوحة وغابات وتغطية جزئية.

قالت الدكتورة إيزوبوفا “لقد تم القيام بهذا النوع من العمل من قبل مع الحيتان؛ لكن المحيط كله بالطبع أزرق اللون، لذا فإن العد أقل صعوبة بكثير مما يمكن أن تتخيله، إذ إن المناظر الطبيعية غير المتجانسة تجعل من الصعب تحديد الحيوانات”.

من ناحية أخرى يعتقد الباحثون أن عملهم يوضح قدرة التكنولوجيا على دعم دعاة الحفاظ على البيئة في محنتهم؛ لحماية التنوع البيولوجي، وإبطاء تقدم الانقراض الجماعي السادس الناجم عن النشاط البشري.

المصدر : مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى