“أزرق” للفنانة أحلام لمسفر في قاعة دولاكروا بطنجة

في إطار البرمجة الثقافية للمعهد الفرنسي بطنجة، تتواصل برواق غاليري ديلاكروا الفني، فعاليات معرض الفنانة التشكيلية أحلام لمسفر بعنوان “الأزرق”.

وبعد نجاح معرضها الفردي  الذي نظم مؤخرا في  رواق “أرتوتيك” (الخزانة الفنية) بالدار البيضاء، عادت أحلام من خلال هذا المعرض، الذي يستمر إلى غاية الـ20 من مارس المقبل، لتقدم إبداعات متعددة في الفن التشكيلي والنحت والتركيب.

وفي هذا الصدد، أعربت الفنانة التشكيلية عن سعادتها بلقائها بمدينة طنجة، “المدينة الأسطورية” التي استقبلت العديد من الفنانين والمفكرين والمثقفين، والتي “جعلتنا دائما نحلم عبر ماضيها الحافل بالتاريخ”.

وأشارت إلى أن الابداعات الفنية المعروضة تجمع بينأعمال حديثة وأخرى أقل حداثة، وهي دائما تسير على نفس المنوال الفني، أي؛ أن هناك خيطا مشتركا بينها، مبرزة أن هذه الأعمال الفنية تدل على أسلوب بسيط، مما يسمح للزوار باكتشاف المعنى والعواطف والأحاسيس.

وتعتبر لمسفر أحد الفنانات الأكثر تأثيرا في جيلها، إذ غالبا ما يتمحور عملها حول فنون الرسم والنحت والتركيب، وتستكشف أبحاثها الأشكال والفضاءات والألوان من خلال التساؤل عن الترابط بين التسطيح والمكاني. وتمنح إيقوناتها للأشكال المجردة تمثيلات تستحضر الهندسة المعمارية والوسط البيئي والبيئة والمجتمع البشري.

وعلى مدى سنوات، استكشفت أحلام نطاقات الرسم التجريدي عبر مساءلة مستمرة للعملية التصويرية: التركيب، والسطح، واللون، والضوء، والمنظور.

وتتميز أعمال لمسفر بالاشتغال على المنظر الطبيعي في تعبيرية هادئة تفكك عناصره وترسمه في تناسق تشكيلي تتداخل فيه المستويات والأشكال، بعيداً عن أي محاكاة مباشرة، على اعتبار أن الفن وعي بالشكل الخالص، ونقله من الخفاء إلى التجلي ليندرج في اللوحة كحقيقة فنية.

ومنذ الثمانينات من القرن الماضي، حظيت أعمالها بالأضواء والتقدير في العديد من المجموعات الخاصة والعامة، وفي معاهد وفعاليات الفن المعاصر في المغرب وعلى الصعيد الدولي. وشاركت هذه الرائدة التشكيليةفي العديد من المعارض واللقاءات الفنية الدولية، أبرزها تلك المعارض التي تنظم كل سنتين، على غرار النسخة الرابعة للمعرض الدولي للفن الإسلامي في إيران، ومعرض القاهرة، والنسخة 14 لمعرض الإسكندرية.

جدير بالذكر أن الفنانة أحلام لمسفر التي ولدت في مدينة الجديدة، ونشأت وترعرعت في أحضان مدينة الدار البيضاء، درست الفنون التشكيلية بباريس، وهي اليوم عضوة في هيئة الشرف لمؤسسة الفنون الفرنكفونية.

ووجدت أعمال أحلام منذ الثمانينيات وضوحًا واعترافًا وسط ساحة الفن التشكيلي الوطنية والدولية. وحازت خلال مسارها الفني على عدة جوائز وميداليات وطنيا ودوليا، كان أبرزها ميدالية فضية في الصالون الدولي “ملوك الفن” سنة 1995، وجائزة الاستحقاق التي منحت لها في مولان دوركون عام 1996، كما شاركت في العديد من المعارض والمؤتمرات والندوات الوطنية والدولية.