تألقت العديد من الأفلام المغربية والتونسية والجزائرية في ‘مهرجان أيام قرطاج السينمائية’، والتي أقامت هذه السنة دورتها الـ33، حيث نجح فيلم “العبد” للمخرج المغربي عبد الإله الجوهري في اقتناص جائزة أفضل موسيقى في هذه التظاهرة التي تعد أحد أبرز الاستحقاقات الثقافية بالمنطقة، إذ انتظمت أول دوراتها سنة 1966 ومؤسسها السينمائي التونسي الطاهر شريعة.
ونال فيلم “تحت الشجرة” للمخرجة التونسية أريج السحيري جائزة ‘التانيت الفضي’ في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، خلف ‘التانيت الذهبي’ الذي أعطي إلى فيلم “الثوار” لأميل شيفجي من تنزانيا. وحصل فيلم “الحياة ما بعد” للمخرج الجزائري أنيس جعاد على جائزة العمل الأول.
كما نالت الدول المغاربية جوائز أخرى على غرار جائزة ‘أفضل فيلم لأسبوع قرطاج للنقاد’ التي حصل عليها فيلم “بين الأمواج” المغربي، فضلا عن ‘التانيت البرونزي’ للفيلم الوثائقي القصير وتحصلت عليه شريط “5 :01” لسارة بن سعود من تونس، إضافة إلى تتويج شريط “حارس العوالم” للمخرجة التونسية ليلى الشايبي بجائزة ‘التانيت البرونزي’ للفيلم الوثائقي الطويل.
وفي المجموع، عُرض 170 فيلما خلال هذه التظاهرة التي أقيمت في 22 قاعة سينما بالعاصمة تونس ومدن أخرى، بمعدل 60 عرضاً كل يوم في إطار المهرجان السينمائي الإفريقي الأعرق، حيث مثلت الأفلام نحو 40 بلدا عربيا وإفريقيا، بينها السعودية، ضيفة شرف المهرجان هذا العام مع أربعة أعمال سينمائية.
وكانت الدول المغاربية ممثلة في لجنة تحكيم لجوائز الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة من خلال المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي (رئيس)، والتونسي عبد اللطيف بن عمار، والجزائري سالم إبراهيم، أما فئتي الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة فترأست لجنتهما المنتجة الملغاشية ماري كليمنس أنديامونتا بايس.
وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان أيام قرطاج السينمائية يعتبر من أعرق المهرجانات السينمائية العربية والأفريقية، حيث أصبح هذا المهرجان العريق على موعد مع جمهوره سنويا، بعد أن كان ينتظم كل سنتين بالتناوب مع مهرجان أيام قرطاج المسرحية الذي أصبح بدوره ينتظم سنويا مباشرة بعد انتهاء المحفل السينمائي القرطاجي الفخم.
ويتميز مهرجان أيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسه على يد المرحوم الطاهر شريعة، بكونه يعتني بالأساس بما يعرف بـ’سينما الجنوب’، ولا تعرض فيه الأفلام التجارية وإنما تلك الهادفة والتي تعالج قضايا إنسانية هامة، وتُمنح في هذا المهرجان عدة جوائز أهمها ‘التانيت الذهب’ي نسبة إلى تانيت آلهة الخير والخصب عند القرطاجيين، الذين ذهبت دراسات عديدة أيضا إلى أنهم كانوا موحدين، وأن تانيت لم تكن سوى امرأة عابدة شديدة التقوى والورع وصاحبة كرامات وحظيت بالاحترام والتقدير لديهم.