صحة

الرجال معرضون للباركنسون أكثر من النساء

هناك العديد من المشكلات الصحية التي يعاني منها الرجال والنساء على حد سواء،ومع ذلك فإن بعضها يصيب الرجال على وجه الخصوص بنسبة أكبر مقارنة بالنساء، نظرا لاختلاف طبيعة جسم كل واحد منهما. ومن بين هذه الأمراض مرض الشلل الرعاشي أو ما يسمى بـ الباركنسون.

والباركنسون مرض عصبيعُضال يتفاقم تدريجيا، ويؤثر على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في منطقة معينة من الدماغ، مما يؤدي إلى مجموعة معقدة من الأعراض؛ حيث يرتبط بشكل أساسي بالخسارة التدريجية في التحكم الحركي للجسم.

وتبدأ أعراض هذا المرض بالظهور ببطء، وقد يكون أول الأعراض ظهور رُعاش لا يكاد يُلحظ في يد واحدة فقط. وحدوث الرُعاش من الأعراض الشائعة، لكن الاضطراب قد يسبب أيضًا تيبّسًا وبطئًا في الحركة.

وتختلف سمات مرض الباركنسون لدى النساء عمّا هي لدى الرجال، إذ هنّ أقلّ عرضة له، وثمة صلة بين إصابتهن به وبين عوامل تمتد من سن انقطاع الطمث إلى عدد حالات الحمل.

في هذا السياق، أشار ملخص نُشر عام 2019 في مجلة “باركنسونز ديزيز” إلى أن “خطر الإصابة بمرض باركنسون أعلى بمرتين لدى الرجال، لكنّ معدل الوفيات أعلى عند النساء ويتطور المرض بشكل أسرع لديهنّ”.

وحول هذا الموضوع، أجرت عالمة الأوبئة ماريان كانونيكو دراسةً نشرتها مجلة “برين” الرائدة في مجال علم الأعصاب، استندت على البيانات التي جُمعَت طوال الأعوام الثلاثين الأخيرة عن نحو مئة ألف امرأة فرنسية. وظهرت مع الوقت أمراض مختلفة، مما أتاح للباحثين مقارنة الإصابة بها مع عوامل أخرى.

وخلصت الدراسة إلى أن مرض باركنسون يصيب أكثر النساء اللواتي انقطع الطمث لديهن لأسباب غير طبيعية وخصوصاً قبل سن الخامسة والأربعين، ولدى أولئك اللواتي أنجبن أكثر من طفل. ويكون الخطر أكبر أيضاً بالنسبة إلى النساء اللواتي ظهرت دوراتهن الشهرية في وقت مبكر أو متأخرة عن العمر المتوسط وهو 12-13 عاماً.

وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تتيح  فهم الآليات التي قد تساهم في مرض باركنسون لدى النساء، كما أنها تتقاطع جزئيا مع إحدى أبرز الفرضيات التي تُطرح لتفسير قلة حجم الإصابات لدى النساء مقارنة بالرجال، ومفادها أن الاستروجين، وهو الهرمون الأنثوي الرئيسي، يؤدي دوراً وقائياً من هذا المرض.لكنها لا تتطابق كلياً مع نتائج الدراسة.

 فما السبب الذي يجعل الباركنسون أكثر شيوعاً لدى اللواتي يحملن أكثر من مرة، مع أن مستويات هرمون الإستروجين ترتفع لدى المرأة أثناء الحمل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى