يعتبر الذكاء الاصطناعي آلية أساسية ومكملة لعمل الأساتذة في المنظومة التعليمية، ومن شأنها أن تساهم بشكل فاعل في تطوير طرق التدريس والبحث العلمي، وبالتالي تحسين مستوى التحصيل الأكاديمي والعلمي.
وفي المغرب، اتخذت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مجموعة من الإجراءات العملية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية وتكوين أطر التدريس، وتسهيل الولوج إليه.
وفي هذا الإطار، أوضح بدر الزاهر الأزرق المكلف بالتواصل والإعلام بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن هذه الإجراءات تروم مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها هذا المجال، وذلك تزامنا مع ظهور مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث عمدت الوزارة إلى حث الجامعات على إحداث عرض تكويني يساير التطورات الحاصلة في هذا المجال، وكذا إطلاق برامج تمويلية لتشجيع الأبحاث التي تهتم بالذكاء الاصطناعي.
وبخصوص إدراج الذكاء الاصطناعي بمؤسسات التعليم العالي الجامعي، عملت الوزارة أيضا على حث الجامعات على بلورة مسالك جديدة للتكوين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تم اعتماد 69 مسلكا موزعة على جميع الدبلومات، مما سيؤدي إلى الزيادة في أعداد الطلبة المسجلين في هذا المجال.
كما تم إنشاء مؤسستين جديدتين للتعليم العالي متخصصتين في مجال الذكاء الاصطناعي بكل من تارودانت وبركان، مما سيزيد من تنوع العرض التكويني في هذا المجال بإضافة 14 مسلكا.
ولإدراج الذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي والابتكار، أطلقت الوزارة برنامج الخوارزمي للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وذلك، بعد مرحلة تقييم علمي أجراها الخبراء التابعون للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST)، حيث تم اختيار 60 مشروعًا خضعت للانتقاء، تم اختيار 45 مشروعًا منها للتمويل.
ويهدف هذا البرنامج إلى إعداد جيل من الطلبة والباحثين يتقنون المهارات اللازمة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تساهم في بناء اقتصاد مزدهر يعتمد على التحول الرقمي واقتصاد المعرفة، ودعم البحث التطبيقي في مجال الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز تنافسية الشركات المغربية، وتعزيز تطوير نسيج انتاجي مبتكر قادر على الاستفادة من الفرص السوسيو اقتصادية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي إن على الصعيد الوطني أو الدولي.
وعن التحديات الرئيسية التي تعترض إدماج الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم، أشار الأستاذ بدر الزاهر الأزرق إلى أربعة جوانب رئيسة، ترتبط أساسا بضرورة مراعاة الجانب الأخلاقي ولاسيما في ما يتعلق بحماية البيانات الشخصية، واحترام الملكية الفكرية للغير، وكذا تكوين الأساتذة، وضمان تكافؤ الفرص، بالإضافة إلى تجهيز البنية التحتية، نظرا لأن الذكاء الاصطناعي يتطلب استثمارات مهمة.
كما أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضطلع بدور كبير في حل الكثير من الإشكاليات المرتبطة بالتعليم ومنها: حل مشكل الاكتظاظ بمؤسسات التعليم العالي الجامعي العام من خلال المساهمة في تطوير الأدوات المستخدمة في التعليم عن بعد، والتي باستطاعتها توفير المراقبة والمساعدة الآنية للطلبة.
كما يمكنه أن يسهم في تحسين إمكانيات الولوج والإدماج في مجال التعليم من خلال التقنيات المتطورة لتلبية الاحتياجات الخاصة للمتعلمين وخصوصا الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.