أخبار

في عطلة نهاية السنة… نيويورك تستعيد حيويتها

(كريم اعويفية – ومع)

         تشير عقارب الساعة الرمزية وسط محطة “غراند سنترال” إلى الساعة الحادية عشرة صباحا. يحرص داني إس. على الاستمتاع بالطراز المعماري الباهر لأكبر محطة قطار في العالم، قبل بدء رحلته الأولى في المدينة خلال فترة الأعياد والعطل.

         فبالنسبة لملايين السياح الذين يزورون المدينة خلال عطلة نهاية رأس السنة، تعد محطة “غراند سنترال تيرمينال” من المعالم التي يجب زيارتها، وهي محطة أساسية لاستكشاف جانب مميز من جزيرة مانهاتن والمدينة بشكل عام.

         أكثر من محطة للسكك الحديدية تربط المدينة بأحيائها المختلفة وضواحيها والولايات المجاورة مثل نيوجورزي وكونيتيكات، تعتبر “غراند سنترال” أيضا مركزا تجاريا حيويا وتحفة معمارية خاصة بأسلوب الفنون الجميلة.

         ويجسد هذا المبنى، الذي تم تشييده في القرن العشرين، في نظر سكان نيويورك، “الروح المتفائلة” للمدينة ويقدم لمحة عامة عن تاريخها الحديث، فضلا عن طابعها الاقتصادي والثقافي.

         ويقول داني، السائح التشيكي الذي اختار قضاء عطلته لنهاية السنة في إحدى أكثر الوجهات شعبية في العالم، “لا أستطيع أن أبدأ مغامرتي في نيويورك دون استكشاف هذه المعلمة التي قرأت عنها الكثير”.

         واستقبلت نيويورك في عام 2022 أكثر من 56 مليون سائح، بينما تشير التقديرات الرسمية إلى أكثر من 63 مليون سائح بحلول نهاية السنة الجارية، وهو رقم قياسي يحيل على سنوات ما قبل وباء كوفيد-19.

         ورغم تضرر السياحة في نيويورك بشدة من القيود الصارمة المفروضة لمدة سنتين عقب الأزمة الصحية الناجمة عن الوباء، إلا أن هذا القطاع الحيوي ساهم بأكثر من 47 مليار دولار في اقتصاد المدينة قبل هذه الأزمة، وفقا لماكينزي.

         وبعد مواصلة زيارته إلى محطة “غراند سنترال” والتقاط صور تذكارية وصور سيلفي، توجه داني، وبحوزته عدة خرائط، بما فيها خريطة مترو أنفاق نيويورك الشهير، إلى الشارع الخامس “أكبر شارع للتسوق والأغلى في العالم”.

         فبفضل متاجره الفاخرة العديدة ومتحف الفن الحديث (موما) ومكتبته العامة الكبيرة ومركز روكفلر، الذي يضم شجرة عيد الميلاد الكبيرة، يظل هذا الشارع أحد الوجهات المفضلة لأفواج السياح الذين يحجون إلى نيويورك خلال هذه الفترة من السنة.

نهاية السنة نيويورك

         وبحسب “جمعية الشارع الخامس”، يقصد هذا الشارع أكثر من عشرة ملايين شخص حول العالم خلال عطلة نهاية رأس السنة “لتجربة سحر الأعياد”.

         هذا السحر لا يقتصر على الشارع الخامس. فبالنسبة لداني، الذي شاهد العديد من مقاطع الفيديو وقرأ عدة مقالات استعدادا لرحلته إلى نيويورك، تعد المدينة الأمريكية العملاقة “واحة من الكنوز” التي تكشف عن نفسها مع مرور الأيام وتوالي الزيارات.

         ومن بين هذه الكنوز، تبرز ساحة “تايمز سكوير” الشهيرة في قلب مانهاتن كقطب للتجارة والثقافة والترفيه بامتياز. هذه الساحة الصاخبة طوال اليوم والمزينة بالأضواء الملونة واللوحات الإعلانية الرقمية العملاقة، تعطي نظرة ثاقبة للمدينة “التي لا تنام” وتوفر لملايين الزوار الكثير من الخيارات.

         وبحسب هذا السائح التشيكي، فإن الترفيه في الشوارع وفرص التسوق الجيدة و”اللقاءات الافتراضية” مع تماثيل الشمع لمشاهير هوليود في متحف “مدام توسو” والمسرحيات الموسيقية الكلاسيكية في برودواي، كلها خيارات متاحة للزوار تتطلب الوقت والتخطيط.

         وبعيدا عن صخب “تايمز سكوير”، الذي تزيد حدته مع اقتراب العام الجديد، يفضل سياح آخرون التنزه في الحي المالي لنيويورك، والتقاط صور “وول ستريت بال” وزيارة المعالم السياحية الشهيرة الأخرى، مثل “سنترال بارك” ومبنى “ستايت أمباير” وتمثال الحرية والأحياء الهادئة في بروكلين.

         وتُوجِّه فئات أخرى من السياح اهتمامها إلى الأحياء التي دخلت التاريخ الثقافي والسياسي للولايات المتحدة والعالم، مثل هارلم، مهد النهضة الأمريكية الإفريقية وعاصمة موسيقى الجاز وموسيقى البلوز.

         وبالنسبة لداني، نيويورك هي مدينة تخفي الكثير من الأسرار والألغاز، و تظل، في المخيال الجماعي، بوابة الحلم الأمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى