مئات الفلسطينيين يحاولون الفرار، لكن إلى أين؟

- Advertisement -

ماتزال مدينة غزة المنكوبة، تعج بمئات الفلسطينيين الذين يحاولون النزوح في اتجاه جنوب القطاع – في سياراتهم أو سيرا على الأقدام – هربا من القصف الصهيوني الغاشم، فيما لم يعرف معظمهم إلى أين يلجأ.

فبعد أن أمر الاحتلال الصهيوني سكان غزة بإخلائها والتوجه جنوبا، في إجراء رفضته حماس وأكدت الأمم المتحدة أنه يطال 1,1 مليون شخص، زادت حالة الارتباك والرعب لدى سكان القطاع، لا سيما وأن عددا من الساكنة قرروا البقاء حيث هم لأنهم لا يملكون مكانا آخر يذهبون إليه.

بصوت حزين وقلب مكلوم، تقول إحدى ساكنة القطاع وتسمى أم حسام، والدموع تغطي وجهها، بينما يرافقها أطفالها الأربعة ، “إلى متى يبقى القصف والموت؟ لم تبق لنا بيوت، كل منطقة في قطاع غزة مهددة. نطالب العرب بحمايتنا. أين العرب؟ يكفي. يكفي”.

وكانت أم حسام قد لجأت إلى منزل أقارب لها في شمال القطاع في منطقة النصر منذ ثلاثة أيام، بعد تعرض المنطقة التي كانت فيها للقصف في منطقة الفيروز شمال غرب مدينة غزة، قبل أن يخبروها بأن منزلها قد دمر بشكل كلي.

وقبل ذلك، ألقت طائرات إسرائيلية آلاف المنشورات على مدينة غزة تحث فيها السكان باللغة العربية على الإخلاء جنوبا، لكن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة رفضت إخلاء شمال القطاع، مؤكدة “ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا… ولا نزوح ولا ترحيل”.

وفي الوقت الذي أخلى فيه عدد من السكان منازلهم رفقة أطفالهم، وحملوا بعض مقتنياتهم في أكياس بلاستيكية، وبعض الأمتعة وخرجوا إلى الشارع، فضل آخرون البقاء في شمال القطاع، إذ لا توجد أي مركبات أو سيارات أجرة لتقل الناس إلى الجنوب أو ليس لديهم ملجأ يحتمون به.

وعلى خلفية القصف والتهجير القصري، يقولل رجل يدعى أبو عزام “هذا عدو غاشم وما يريده هو تخويف الناس وتهجيرهم. ولكن بإذن الله سنبقى صامدين في حال أي تهجير”.

فرار

ويقول آخر، “ماذا يريد العالم منا؟ انا لاجئ في غزة ويريدون تهجيري مرة اخرى؟ ماذا سنفعل في رفح (جنوب)؟ سننام في الشوارع مع أطفالنا، لن نفعل. لا أريد هذه الحياة المهينة”.

وفي مخيم الشاطئ في غرب مدينة غزة، يقول محمد أبو علي أمام مقر تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) “اليوم، لا نعرف اين نذهب؟ لا يوجد مكان آمن. لجأنا إلى الاونروا، إلى الأمم المتحدة. اليوم إسرائيل ترتكب مجازر بحق المدنيين وأولادنا الآن تحت الركام”.

وأضاف “لا نعرف أين اولادنا، لا نعرف ماذا نفعل؟ لا يوجد لدينا طعام و لا مياه. أنا أناشد الامم المتحدة من أمام مقر الامم المتحدة: أين نذهب؟”.

هذا، وشن مقاتلون من حماس تسللوا إلى إسرائيل برا وبحرا وجوا في السابع من أكتوبر هجوما مباغتا على أراض إسرائيلية محتلة قتلوا خلاله، وفق السلطات الصهيونية، أكثر من ألف مدني في الشوارع وفي منازلهم كما في مهرجان موسيقي، وترافق مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل التي ترد منذ سبعة ايام بقصف عنيف لقطاع غزة حصد قرابة 1500 قتيل.