أكدت دراسة أجرتها مؤخرا شركة (دييل، Deel) العالمية الرائدة في إدارة الموارد البشرية والتوظيف عن بُعد، أن الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي شهدت نموًا ملحوظاً على مستوى العالم، سواء من حيث عدد الموظفين المعينين أو عدد الشركات التي تبحث عن موظفين في هذا المجال.
وأشارت الدراسة إلى وجود أكثر من 5000 عقد نشط في مجالات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، وهندسة البرمجيات، علاوة على مشاركة أزيد من 2100 مؤسسة في التوظيف في هذه المجالات، وقد تجاوزت وتيرة النمو التوقعات، مما يشير إلى وجود طلب متزايد للمهارات والكفاءات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وأنجزت شركة (دييل) هذه الدراسة لتقييم التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في فرص العمل، حيث أظهرت أن النمو الذي نشهده في عدد الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي هو ظاهرة عالمية، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح في السنوات الأخيرة قوة دافعة في عالم الأعمال؛ إذ تقود ابتكاراته والتبني السريع لتقنياته إلى تغييرات كبيرة في مختلف الصناعات والقطاعات على مستوى العالم.
طارق سلام، رئيس الإدارة في شركة دييل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكد في هذا السياق أن النمو الذي نشهده في عدد الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي يعد ظاهرة عالمية. مذكرا بالدور الذي تلعبه شركة (دييل) في ربط الشركات في المنطقة بالكفاءات والمواهب التي تحتاج إليها للحفاظ على ريادتها في مجال الابتكار”.
وأضاف: “توفر منصتنا خدمات للشركات تتيح لها الوصول إلى أفضل المتخصصين والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي حول العالم، مما يساعدها على تطوير نظامها في هذا المجال. ونحن متحمسون للمشاركة في مسيرة التحول هذه ومساعدة الشركات في تطوير قدراتها وتحقيق أهدافها في عالم يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد”.
روبوت ChatGPT يحدث ثورة في مختلف القطاعات
لا غرو أن روبوت (ChatGPT) أحدث ثورة في مختلف القطاعات منذ إطلاقه نهاية عام 2022، حيث أدمجته العديد من الشركات في منتجاتها لتحسين كفاءة العمل وتعزيز الإنتاجية، لذلك أصبحت الخبرة في استخدامه الآن مهارة قيمة للأشخاص الذين يرغبون في النجاح في سوق العمل.
وقد رصدت دراسة شركة (دييل) تأثيره في معدلات عمليات التوظيف لوظائف الذكاء الاصطناعي، وجاءت النتائج على النحو التالي:
تحتل الهند الصدارة في وظائف الذكاء الاصطناعي الجديدة، مع أدوار وظيفية، مثل: مهندس الذكاء الاصطناعي، ومسؤول تدريب الذكاء الاصطناعي، ومهندس تطوير الرؤية الحاسوبية.
تتوسع الشركات الأمريكية بشكل متزايد في توظيف مواهب الذكاء الاصطناعي من البرازيل وكندا والأرجنتين، مع زيادة معدلات التوظيف في مدن مثل: تورونتو (7%)، وبنغالور (3%) ولندن (3%)؛ ولاهور وبرلين وبوينس آيرس (2%).
شهدت ألمانيا (52%)، تلتها الولايات المتحدة (44%) ومن ثم المملكة المتحدة (41%) أكبر زيادة في عدد العقود الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
الجدير بالذكر أن الشركات تستخدم بالفعل (روبوتات الدردشة التفاعلية) ChatBots التي تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء المواد التسويقية، والتعليمات البرمجية، وتبسيط العمليات وأتمتتها، ولكن هذا لا يعني أن الذكاء الإصطناعي سيحل محل العمالة البشرية.
وفي هذا السياق، أكد ريتشارد بالدوين، الخبير الاقتصادي خلال حلقة نقاشية في قمة النمو 2023 التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن الذكاء الاصطناعي لن يأخذ وظيفتك، ولكن من سيأخذها هو شخص ما لديه خبرة في استخدام الذكاء الاصطناعي.
وقد أطلق روبوت (ChatGPT) حقبة جديدة تمامًا في عالم التقنية، ودفع النجاح الكبير الذي حققه كبرى الشركات التقنية إلى الإسراع بتقديم تحديثات ومنتجات جديدة لمواكبة هذه الحقبة الجديدة، إذ شاركت مايكروسوفت شركة (OpenAI)المطورة لـبرنامجChat GPT ، وأدمجت تقنيتها الجديدة في منتجاتها كلها تقريبًا.
كما قدمت جوجل روبوت (بارد) Bard، الذي أصبح متوفرًا بأكثر من 40 لغة، منها: اللغة العربية، ويدعم العديد من المزايا التي تساعدك في أداء الكثير من المهام اليومية بسهولة، أبرزها: إمكانية الاستماع إلى الردود بصوت عالٍ، وإمكانية البحث في الويب عن الصور، أو تضمين الصور في المطالبات للاستفسار عنها، وغيرها الكثير.