التراث والتغيرات المناخية في عمل مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط

- Advertisement -

التراث والتغيرات المناخية في عمل مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط

يشهد المؤتمر الثامن والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في دبي، بالإمارات العربية المتحدة، الذي انطلق في الـ30 من نونبر الماضي ويتواصل حتى الـ12 من دجنبر الحالي، مشاركة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، بتنظيم أنشطة موازية محورها الرئيسي التراث والتغيرات المناخية.

وتأتي مشاركة المؤسسة المغربية بهدف تعزيز حضور التراث في المناقشات المتعلقة بالتغيرات المناخية والتنمية المستدامة، عبر الوقوف عند العلاقة التي تربط التراث الثقافي المادي واللامادي بالتغيرات المناخية.

ونظمت المؤسسة، في هذا السياق، حدثا أول يتعلق بالتراث اللامادي، يوم 2 دجنبر، بشراكة مع مؤسسة “فيلانتروبيا كورتيس صولاري” ، تحت عنوان “التراث الثقافي اللامادي والتنمية المستدامة”.

وخلال هذا اللقاء العلمي، الذي أقيم بجناح العلوم من أجل العمل المناخي، بالمنطقة الزرقاء، ناقش خبراء دوليون، أهمية استثمار المعارف والمهارات المكتسبة في الماضي من أجل توجه مستدام في المستقبل، يعتمد على التراث الثقافي اللامادي ويمتح من المهارات المتوارثة في سبيل معالجة مشاكل بيئية بمنظور متعدد الأبعاد.

بينما ركز الحدث الثاني، الذي انعقد الثلاثاء، على التراث الثقافي المادي، وكانت تيمته حول “دروس الصمود في المواقع التراثية الإفريقية: المشاركة في إيجاد حلول مبتكرة وبناء قدرات مختلف الفاعلين”، وهو حدث تشارك من خلاله المؤسسة في الملتقى الخامس لبناء القدرات التابع للجنة باريس.

وبعد أن تشارك المتحدثون في هذا اللقاء الدروس المستفادة من تراث المدن الإفريقية، نموذج المدن العتيقة بالمغرب، وكيفية بنائها في سياقها وداخل بيئتها، مع تناول كيفية تكييف ذلك في الوقت الحاضر بالاعتماد على المعرفة والتكنولوجيا، خلُصَ اللقاء بتقديم توصيات من أجل تعزيز صمود المدن الحالية في سبيل الاستدامة.

ويأتي تنظيم هذه الأنشطة الهامة في المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ترسيخا لأحد المهام الرئيسية التي تقوم بها مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط في توحيد جهود مختلف الفاعلين في حقل التراث الثقافي، واستكمالا لبرنامج “لقاءات المؤسسة” الرامية إلى خلق منصات تبادل وطنية ودولية وفتح حوار حقيقي يعزز تقارب وجهات نظر مختلف المتدخلين.

جدير بالذكر أن مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تم إحداثها بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعنى بالحفاظ على الموروث المادي واللامادي والمناظر الطبيعية لمدينة الرباط، التي تم إدراجها كعاصمة حديثة ومدينة تاريخية: تراث مشترك” بمواقعها التاريخية الرئيسية الثمانية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2012.

وأطلقت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة المؤسسة، وحددت سياسة طموحة بهدف التحسيس وزيادة الوعي لدى سكان الرباط وزوارها بتراث هذه المدينة.

وفي هذا الصدد، تقوم المؤسسة بتطوير برامج ترتكز على ثلاثة محاور تأسيسية، تهم التربية والتوعية وتوحيد جهود الفاعلين.