أوضحت الدكتورة بيترا بيشونر، الأخصائية في الطب النفسي والعلاج النفسي، أن الخوف ليس دائمًا رهابًا (فوبيا)، لكن الخوف يتحول إلى رهاب عندما يتفاعل الشخص بشكل قوي وغير مناسب تجاه مواقف أو أشياء معينة.
وتظهر هذه التفاعلات على شكل أعراض قلق، مثل ضيق الصدر، تسارع ضربات القلب، الغثيان، الدوار، والاحمرار، مما يشير إلى تأثر الشخص بشكل مفرط بمصدر الخوف.
الرهاب وتأثيره على الحياة اليومية
وتضيف بيشونر أن الرهاب يُشخص وفقًا لمعيار آخر، وهو مدى تأثيره في الحياة اليومية للشخص.
على سبيل المثال، قد تؤدي المخاوف إلى تقييد الأنشطة الاجتماعية أو حتى تجعل السفر مستحيلًا بسبب الرهاب من الطيران (رهاب الطيران)، أو تفسد لحظات الترفيه مثل أمسية الشواء بسبب الخوف من العناكب (رهاب العناكب).
في مثل هذه الحالات، يكون من الضروري استشارة طبيب نفسي للحصول على العلاج المناسب.
العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي
ووفقًا للدكتورة بيترا، يعد العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات الفعالة في معالجة الرهاب. يساعد هذا العلاج المرضى في فهم أنماط تفكيرهم وتغييرها على ثلاثة محاور رئيسية.
ويتمثل المحور الأول في التعرف على دورة الخوف التي تتضمن سلسلة من الأفكار، المشاعر، ردود الفعل الجسدية، والسلوكيات.
ويتجلى المحور الثاني في تطوير استراتيجيات بديلة للتفكير والعمل، فيما يتمثل المحور الثالث في مواجهة المخاوف الرهابية خلال العلاج لجعلها أقل قوة وقابلة للتحكم أو حتى التغلب عليها.
مفتاح التغلب على الرهاب: مواجهة المخاوف
وأكدت بيشونر أن مفتاح التغلب على الرهاب يكمن في مواجهته، وهو ما يعرف بتمارين التعرض.
في هذه التمارين، يتمكن المريض من مواجهة مخاوفه خطوة بخطوة، مما يؤدي إلى تقليص الخوف بمرور الوقت، وبالتالي يصبح أكثر قدرة على التحكم فيه.
هذا، ولا يعد الرهاب مجرد خوف عابر، بل هو حالة تتطلب اهتمامًا وعلاجًا متخصصًا.
ومن خلال العلاج النفسي المتخصص مثل العلاج السلوكي المعرفي، يمكن للأفراد التغلب على مخاوفهم وتحقيق تحسن كبير في حياتهم اليومية.
وإذا كان الشخص يعاني من رهاب يؤثر في حياته، من الضروري البحث عن المساعدة الطبية المناسبة لتجاوز هذه التحديات.
