يصوم المسلمون في جميع أنحاء العالم خلال شهر رمضان، وهو الشهر التاسع في السنة الهجرية، ويُعتبر الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة.
ويعد صيام شهر رمضان فرضا على كل مسلم بالغ، عاقل، قادر، ومقيم. ويقتضي الامتناع عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى مغيب الشمس طوال شهر كامل، ويعد هذا الشهر محطة روحية من أجل كسب الثواب والمغفرة.
ويجب صوم شهر رمضان إما برؤية الهلال، أو باستكمال شهر شعبان ثلاثين يوما عند تعذر رؤية هلال رمضان.
ما وراء تسمية رمضان
واختلف العلماء في تفسير سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، فبعضهم ذكر أن “رمضان” مأخوذ من كلمة “الرمض” التي تعني شدة الحر، حيث كان الشهر في الماضي يصادف أيامًا شديدة الحرارة.
بينما أشار آخرون إلى أن الاسم يرمز إلى “رمض الذنوب”، أي حرقها بالأعمال الصالحة، وهو ما يرمز إلى التطهر الروحي والنفسي للمسلمين في هذا الشهر الكريم.
فرض الصيام في السنة الثانية للهجرة
وفي البداية، كان المسلمون يصومون 3 أيام من كل شهر بالإضافة إلى يوم عاشوراء، احتفاء بنجاة سيدنا موسى وقومه وغرق فرعون. وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى بصيامه قائلاً: «نحن أحق بموسى منهم».
ثم فرض الصيام في السنة الثانية للهجرة، بعد تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة بحوالي شهر تقريباً.
والأصل في وجوب صوم رمضام: نزول آية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، قبل أن يتم تعيين صوم شهر رمضان بآية: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ وحديث: «بني الإسلام على خمس». وذكر منها: «صوم رمضان».
وقد ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن قريشًا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه أيضاً. ولكن عندما فرض الله صيام رمضان، صار صيامه فرضًا واجبًا على المسلمين.
ويُقال في كتب التراث الإسلامي أن النبي صلى الله عليه وسلم صام تسعة رمضانات، قبل أن يتم فرض الصيام الكامل على المسلمين.
فضائل شهر رمضان
ولصوم شهر رمضان العديد من الفضائل التي تميز هذا الشهر الكريم عن غيره من الأشهر.
ومن أبرز هذه الفضائل هو أداء فرضه، حيث يعد التقرب إلى الله عبر أداء الفروض من أعظم القربات التي يمكن أن يتقرب بها المسلم.
ويُعتبر صوم رمضان كفارة للذنوب، بشرط أن يكون الصيام إيمانًا بالله وتصديقًا بثوابه وإخلاصًا له، وطلبًا للمثوبة. كما ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
ومن فضائل صيام رمضان أن الله سبحانه وتعالى أعد للصائمين ثوابًا عظيمًا، حيث تتنزل عليهم الرحمة، وتُفتح أبواب الجنة، فيقول النبي ﷺ: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة”.
كما أن فوائد صيام رمضان كثيرة، تتجاوز الجوانب الدينية لتشمل جوانب اجتماعية وصحية.