تتحول مدينة تطوان، من 12 إلى 17 ماي الجاري، إلى قبلة لعشاق الفن التاسع، حيث تحتضن قرية الأشرطة المرسومة بمركز الفن الحديث فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمنتدى الدولي للأشرطة المرسومة، بمشاركة نخبة من الفنانين والناشرين والباحثين القادمين من مختلف بقاع العالم.
شراكات دولية واحتفاء بمؤسستين فنّيتين
ووفق بلاغ توصلت مجلة فرح بنسخة منه، فإن المنتدى، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، يلقي الضوء على التعاون الثقافي بين المعهد الوطني للفنون الجميلة وجمعية “شوف”، خاصة في مجال تطوير الأشرطة المرسومة والفنون السردية البصرية، بشراكة مع مؤسسات دولية مثل والونيا-بروكسيل (بلجيكا)، المعهد الفرنسي بالمغرب (فرنسا)، ومعهد سرفانتس (إسبانيا).
وتتميّز نسخة هذا العام بكونها دورة احتفالية مزدوجة، تخلّد الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس شعبة الأشرطة المرسومة، والذكرى الثمانين لتأسيس المعهد الوطني للفنون الجميلة، الذي يُعدّ إحدى أبرز مؤسسات التعليم الفني الجامعي في المغرب.
منصة دولية للفن التاسع والانفتاح الثقافي
ويُعتبر المنتدى، المنظَّم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، محطة ثقافية رئيسية لعشاق الفن التاسع في إفريقيا والشرق الأوسط.
وتمزج دورة هذه السنة بين غنى المضامين وتعدد المشاركات، ما يعزز مكانة المنتدى كمنصة حيوية للتبادل الفني والانفتاح على التجارب العالمية.
فقرات فنية وثقافية متنوعة
ويشهد الحدث برمجة غنية تجمع بين المعارض الكبرى التي تستعرض أعمالاً لفنانين مغاربة ودوليين، ولقاءات مهنية تجمع فاعلين من مختلف أطياف الفن التاسع.
كما يشمل الحدث ورشات تكوينية مخصصة للمواهب الشابة، وماستر كلاس يؤطره مختصون في السرد البصري، إلى جانب عروض سينمائية موجهة لمختلف الفئات العمرية، من الأطفال إلى جمهور الفن الراقي.
وتُقام أيضًا جلسات توقيع لأحدث الإصدارات الفنية، إلى جانب مسابقات وطنية لاكتشاف المؤلفين الشباب، وأخرى دولية مخصصة للفن التاسع الإفريقي.
تكريم رموز وإبراز لجيل جديد من الفنانين
وتكرّم هذه الدورة عددًا من الشخصيات التي أسهمت في إشعاع الفن التاسع في المغرب، من بينهم أم البنين السلاوي، والمعطي الداودي، ويوسف الداودي من مغاربة العالم، إلى جانب الفنانة مينة قريشي، الحاصلة على جائزة ريمون ليبلانك لعام 2024.
كما يحتضن المعرض الرئيسي “25 سنة من الأشرطة المرسومة” توثيقًا لمسار ربع قرن من الإبداع في هذا الفن، بمشاركة أسماء لامعة مثل محمد أمين البلاوي، وزينب فاسيقي، وعمر الناصري، وإبراهيم الرايس، والمهدي أنانسي، ومليكة الداهل وآخرين.
حضور إفريقي قوي وفيلم يوثّق التجربة المغربية
وتشهد دورة هذه السنة مشاركة قوية من فنانين وناشرين قادمين من دول إفريقية مثل الطوغو، السنغال، الكاميرون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى فاعلين ثقافيين من المغرب وأوروبا.
وفي المجال السمعي البصري، يُعرض الفيلم الوثائقي “Bubbles” للمخرج المغربي حسن معناني، الذي يؤرخ لنشأة وتطور المنتدى والفن التاسع بالمغرب.
ختام ياباني بنكهة المانغا
ويُخصص اليوم الأخير من المنتدى لثقافة المانغا اليابانية، من خلال برنامج تحت عنوان “Mangas – The After FIBaD”، يتضمن عروضًا فنية وتظاهرات كوسبلاي وورشات تخصصية وموائد مستديرة بمشاركة خبراء في الثقافة اليابانية المعاصرة.
وتختتم الفعاليات بعرض فني موسيقي مرسوم، من أداء الثنائي الإيطالي مارتا ديل غراندي (غناء) وسيسيليا فالاغوسا (رسم)، ضمن مشروع “كوميك بيوند” الأوروبي.
