تطور تقني يحسم لغزًا عمره عقود
بعد مرور نحو نصف قرن على مقتل الشابة جانيت رالستون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تمكنت السلطات من فك لغز الجريمة أخيرًا، بعد أن قادت بصمة إبهام على علبة سجائر إلى تحديد هوية القاتل المفترض.
الجريمة التي وقعت عام 1977 ظلت عالقة دون حل، قبل أن يكشف التطور في تقنيات التحليل الجنائي عن خيط حاسم في القضية.
اعتقال المشتبه به بعد 47 عامًا
وجه الادعاء العام في مقاطعة سانتا كلارا تهمة القتل إلى ويلي يوجين سيمز، البالغ من العمر 69 عامًا، بعد اعتقاله في مدينة جيفرسون بولاية أوهايو.
ومثل سيمز أمام محكمة في مقاطعة أشتابولا، تمهيدًا لتسليمه إلى ولاية كاليفورنيا لمحاكمته هناك.
خنق واعتداء جنسي ومحاولة لإخفاء الأدلة
ووفق بيان المدعي العام، تم العثور على جثة رالستون في المقعد الخلفي لسيارتها من طراز “فولكسفاغن بيتل” بتاريخ 1 فبراير 1977، في موقف سيارات تابع لمجمع سكني بمدينة سان خوسيه.
وكشفت التحقيقات أن الضحية خُنقت باستخدام قميص بأكمام طويلة، كما أظهرت الفحوصات الجنائية أنها تعرضت لاعتداء جنسي. ووفق المعطيات، بدت على السيارة آثار محاولة لإشعال النار بها، في محاولة محتملة لطمس معالم الجريمة.
الشاهدة الأخيرة والاختفاء الغامض
وأفاد أصدقاء الضحية للشرطة بأنها شوهدت آخر مرة داخل حانة في سان خوسيه، حيث غادرتها برفقة رجل مجهول، وقالت حينها إنها ستعود خلال عشر دقائق… لكنها اختفت.
وعلى الرغم من إفادات الشهود ورسم صورة تقريبية للمشتبه به، تعثّر التحقيق في ذلك الوقت، وبقيت الجريمة دون حل.
خيط البصمة… ونظام الـFBI الحديث
وجاء الاختراق الحقيقي في القضية خلال خريف العام الماضي، حين أعادت السلطات فحص بصمة موجودة على علبة سجائر عُثر عليها في سيارة الضحية.
وبمجرد إدخال البصمة في النظام الجنائي المحدث التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، تبيّن تطابقها مع بصمة ويلي سيمز.
الحمض النووي يحسم الأدلة
وفي وقت سابق من هذا العام، سافر محققو سان خوسيه إلى أوهايو لجمع عينات الحمض النووي من المتهم.
وجاءت النتيجة قاطعة: الحمض النووي لسيمز تطابق مع آثار بيولوجية وُجدت تحت أظافر الضحية وعلى القميص المستخدم في خنقها.
دوافع مجهولة… وتحقيقات مستمرة
حتى الآن، لم تكشف السلطات عن الدافع وراء ارتكاب الجريمة، كما لم توضح ما إذا كانت هناك علاقة سابقة بين الجاني والضحية.
وتشير هذه التفاصيل إلى أن التحقيق لا يزال جاريًا في الجوانب النفسية والاجتماعية للقضية.
عدالة مؤجلة… لكنها تحققت
تمثل هذه القضية نموذجًا حقيقيًا لما يُعرف بـ”العدالة المؤجلة”، حيث ساهم التقدم في تقنيات البصمة والحمض النووي في إعادة فتح ملفات قديمة، وإنصاف الضحايا بعد مرور عقود.
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة أهمية الأرشفة الجنائية الدقيقة والحفاظ على الأدلة، حتى وإن طال الزمن.
