القفطان: عملٌ بادخ لنساءٍ في الظل

- Advertisement -

القفطان كلمةٌ ساحرة، تشير إلى مكوّنٍ أساسي من عناصر التراث الجمالي للمملكة المغربية، هذا البلد الساحر. إنّه قطعةٌ مميزة في خزانة ملابس النساء المغربيات، بغض النظر عن طبقتهنّ الاجتماعية.

لا تزال النساء المغربيات متمسّكاتٍ بارتداء القفطان، رغم كلّ التغيّرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي شهدتها بلادنا. إنّه رمزٌ لهويتهنّ، يرتدينه بفرحٍ وفخر، سواء في المناسبات الاحتفالية أو في الحياة اليومية.

حين يُغلف القفطان المرأة بالحياء والرقي

القفطان أنيقٌ للغاية، يداعب الجسد دون أن يُظهره، كعلبة مجوهراتٍ يلفّه بمزيجٍ رقيقٍ من الحياء والإغواء والرقي. يُبرز من ترتديه برموزه، وبطريقته، وبحضوره، ومظهره. يتطلّب حركاتٍ مدروسة، تنبع من الرقة والأناقة. لمن ترتديه جاذبيةٌ خاصة، ولمن يشاهدها إعجابٌ وانبهار.

 تاريخ القفطان وانفتاحه على الحضارات

تاريخه أشبه بثوب شيفون: سلس وقابل للتشكيل. إنّه وليد الموقع الجغرافي الفريد للمغرب، هذا البلد الواقع على مفترق طرق برية وبحرية، في قلب تاريخٍ غنيٍّ بالتسامح والمحبة والتبادل الثقافي. هو ملتقى الشعوب التي عبرت هذا البلد الجميل والفريد في لحظةٍ ما من التاريخ.

اللحظة الأولى: اختيار القماش… طقس أنثوي بامتياز

اقتناء القفطان يتمّ غالبًا في عالمٍ من التواطؤ والخيال بين النساء. الخطوة الأولى هي الأهم، فهي التي تحدّد مستقبل هذه القطعة الفريدة: اختيار القماش. إنها مسألة جادة تتمّ غالبًا بين أفراد الأسرة: الأم، الابنة، الأخوات، وبنات العم… أو بين النساء المقرّبات: الصديقات، الجارات.

خطوةٌ تنبع من التشاور والنقاش والتبادل. تختلف معايير الاختيار بين الذاتية والموضوعية: جودة القماش والخامة: حرير، شيفون، تافتا، تول، ساتان، كريب، أورجانزا، مخمل، دانتيل، بروكار… أقمشةٌ جميلة وفاخرة، وأحيانًا حسّاسة جدًّا للمسّ.

يمكن اختيار القفطان بأي لونٍ من ألوان البانتون المتخيلة، غير أن ألوانًا معيّنة ترتبط بمناسبات محدّدة: الأبيض والأخضر للعروس، الوردي الباستيل لفتاةٍ صغيرة في طور البلوغ… كما أنّ السعر عاملٌ حاسم، فالقفطان الجميل غالبًا ما يكون باهظ الثمن.

صانعات القفطان وسحر الأيادي المغربية

وعلى كلّ هذه المعايير، تُضاف قيمةُ الحصرية. فالقفطان قطعةٌ فريدة من إبداع نساءٍ استثنائيات، يتمتّعن بمعرفةٍ تقليدية عريقة. مصمماتٌ يجمعن بين قمم الجبال وسهول الأطلس، بين رمال الشواطئ وظلال الواحات، من باحات الرياضات في المدن الإمبراطورية إلى غرف الجلوس في المدن الحديثة.

ينبض المغرب كله بمعرفة النساء: المبدعات، المجتهدات، الرائعات، الشجاعات. إنّهنّ ثروة وطنية حقيقية وأداة اقتصادية تنسج من الجبال والسهول والكثبان ذهبًا صامتًا. نساءٌ لا تسمح لهنّ إمكانياتهن المادية بالظهور على منصّات العرض، لكنّ إبداعاتهنّ، ورقّتهنّ، وأناقتَهنّ، وكرمَهنّ، هي ما يجعل من القفطان المغربي قطعةً فاخرة تُقدَّر في جميع أنحاء العالم.

معرفتهنّ تمكّنهنّ من مجابهة تحدّي تقديم أزياءٍ مغربية عالية الجودة من حيث التصميم، واختيار الأقمشة، والتنفيذ، والحرفية. بفضل سحر أيديهنّ الرقيقة، يُزيَّن القماش بالتطريز، والخرز، والترتر، والأحجار، والصدف، ومئات العقاد، وأمتار من الصفيفة. ثم يأتي المعلم المختصّ الذي يُنهي هذا العمل التمهيدي للنساء.

نساء الظل: حين يتحول التطريز إلى مقاومة ناعمة

بتواطئهنّ وتنوّعهنّ، تُشكّل نساء الظلّ، بمعرفتهنّ الواسعة والمتخصصة، مغربًا له أبعاده الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والروحية. أفلا يُمكن لهذه الثروة الهائلة من المعرفة والمهارة، التي توارثتها أجيال، أن تلعب دورًا محوريًا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب؟

في الدارجة المغربية، نُطلق على هذه المعرفة اسم “الحرفة”، أي “المهنة”، وبالتالي وسيلة لكسب الرزق.

القفطان المغربي… من الجمال إلى التنمية المستدامة

آلاف النساء يتملّكن هذه الحرف المتنوعة، ويُعرفن بـ”المعلمات”. بإنكارٍ تام للذات، يُطرّزن وينسجن لتأمين أساسيات الحياة لعائلاتهنّ. يتطلّب إبداع هذه الأعمال الفنية ذوقًا رفيعًا، وخيالًا، وأصالة، ومهارةً، ووقتًا، وجهدًا، وإتقانًا لا يُكتسب إلا عبر سنواتٍ طويلة من التعلم تبدأ منذ الطفولة.

تُشرق أعينهنّ بشدّة أثناء العمل، ويعكس حضورُهنّ رغبةً عارمة في حياةٍ أفضل، لا لأنفسهن فقط، بل لأطفالهنّ أيضًا، مع تميّزٍ لافت في سعيهنّ لضمان مستقبلٍ أفضل لبناتهنّ. أعمالهنّ جميلة، ومبهجة، لكنها مُرهِقة، ومفعمةٌ بالألوان والدلالات. كلّ امرأة تضفي أسلوبها الخاص على ما تبدعه.

القفطان هو ثمرة هذا العالم الغني، وأولئك اللواتي يصنعنه يمتلكن قدرةً مذهلة على إنجاز كلّ شيءٍ بجمالٍ وعمق. إنّ عمل آلاف النساء الغائبات عن الأضواء هو أداة حقيقية للتنمية المستدامة. فلنُكرمهنّ، ولنُنصفهنّ بمنحهنّ القيمة التي يستحقّها عملُهنّ!

إبرة تكتب الحياة: النساء اللواتي ينقشن وجودهن بالخيوط

كل امرأة، من خلال عملها، تكتب حياتها، وتروي يومياتها، أفراحها، أحزانها، آلامها، مخاوفها، تمرّدها، وغضبها.

إذا كنا نستخدم اليوم القلم — أو عفوًا! لوحة مفاتيح الحاسوب — للتعبير عن أنفسنا، فإنّهنّ يستخدمن الإبرة، وإطار التطريز، والخيوط، والصوف، والحرير، لينقشن حروفهنّ على أمتارٍ من القماش، ومساحاتٍ من التطريز، وخطوطٍ من الخرز.

إنّهنّ… النساء المغربيات، صاحبات المعرفة التقليدية، اللواتي لا نملك لهنّ تعريفًا أصدق من: الإعجاب! ولمَ لا؟ فلنضعهنّ على منصّة التكريم، ولو على الأقلّ، على منصّة الحفاظ على الكرامة

فوزية طالوت المكناسي
Казино левпройдите регистрацию прямо сейчас
Игровые автоматыувлекательные сюжеты и графика
Азино три топораждут вас круглосуточно
Казино 1winстаньте участником розыгрышей
Вулкан 24начните с бесплатной игры
Казино лев — начните выигрывать прямо сейчас!
Игровые автоматы — удивительные бонусы и выигрыши!
Казино лев — захватывающие выигрыши ждут вас.
Игровые автоматы для настоящих победителей.
Игровые автоматы — играй и выигрывай всегда!
Азино777 — почувствуй вкус победы!
Казино 1win — выбери свой путь!
Вулкан платинум — твой шанс победить!
Казино лев — быстрые выигрыши!
Казино лев - давай победим вместе!
Игровые автоматы - жди своей удачи!
azino777 - стартуй в мир побед!
1win казино - твой ключ к выигрышу!
Вулкан казино - захватывающая игра и большие выигрыши!