انطلقت بمدينة الدار البيضاء فعاليات تظاهرة موسيقية استثنائية تحمل توقيع مهرجان “كازانولا” (CasaNola) الذي يُنظم بين 12 و14 يونيو الجاري، ليحول المدينة إلى منصّة نابضة على إيقاعات الجاز والتقاليد الشعبية، في لقاء فني يعكس التلاقي الحضاري بين المغرب ومدينة نيو أورليانز الأمريكية، مهد الجاز وذاكرته الحية.
الجاز كجسر دبلوماسي وثقافي بين الضفتين
ويعد المهرجان، الذي يُنظم بالنادي المغربي للسيارات من طرف جمعية AVEMPACE، بشراكة مع متحف جاز نيو أورليانز، أكثر من مجرد تظاهرة موسيقية؛ إنه احتفاء بالدبلوماسية الثقافية التي تجمع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة، في إطار علاقات متينة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون في مجالات الثقافة والفنون.
وعبّرت ماريسا سكوت توريس، القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء، عن أهمية هذا الحدث قائلة: “كازانولا ليس فقط مهرجانا، بل هو جسر ثقافي حقيقي يربط بين الموسيقيين والجمهور عبر ضفتي المحيط الأطلسي”.
وأكدت على أن الدار البيضاء ونيو أورليانز، بوصفهما مدينتين مينائيتين وتاريخيتين، تتقاطعان في عمق الإرث الموسيقي والتنوع الثقافي.
حفلات، ورشات، وعروض تذوّق… تجربة حسّية متكاملة
على امتداد ثلاثة أيام، سيحتضن المهرجان أمسيات موسيقية حية، وورشات “ماستر كلاس”، واستعراضات مشتركة بين فنانين من نيو أورليانز والمغرب، ضمن برنامج متنوع يشمل أيضا عروضًا لفن الطبخ وورشًا فنية موجهة للجمهور والمهنيين، مما يتيح استكشاف أوجه التفاعل بين الإرث المغربي والتقاليد الموسيقية الأمريكية.
أسماء وازنة على منصّة كازانولا
ويحضر من نيو أورليانز فنانون مرموقون أمثال جيمس أندروز، والدكتور مايكل وايت، ومحمود شوقي، إلى جانب موسيقيين عالميين مثل ألفريد جوردان، ومارتن ماساكوفسكي، وغريغ ستانفورد، وديترويت بروكس.
ويشارك هؤلاء الفنانون العالميون المنصة مع فنانين مغاربة بارزين من طينة عادل الشرفي وعلاء الزويتن، في لقاء فني يفتح الأفق أمام إبداع عابر للثقافات.
روح نيو أورليانز في قلب البيضاء
من جانبه، أبرز غريغ لامبوزي، مدير متحف الجاز بنيو أورليانز، أن هذا التعاون يجسد جوهر موسيقى الجاز التي كانت دائمًا منفتحة وقابلة للتكيف ومتجذرة في المجتمع”.
وأعرب لامبوزي عن فخره بالمساهمة في هذا الحدث الذي يحمل روح نيو أورليانز إلى جمهور البيضاء.
“كازانولا”… أكثر من مهرجان
هذا، ويُشكّل مهرجان كازانولا لحظة احتفاء بالتنوع والتلاقح الثقافي، ومناسبة لتجديد أواصر الصداقة بين شعبين تجمعهما الموسيقى، والانفتاح، وروح الإبداع.
