“ويستمر العطاء”: وثائقي يضيء سيرة التشكيلية خديجة طنانة

- Advertisement -

في لحظة فنية استثنائية، احتضن مقر مؤسسة خديجة طنانة للثقافة والفن، بضواحي مارينا سمير بمدينة المضيق، نهاية الأسبوع، العرض الأول للشريط الوثائقي “ويستمر العطاء”، من توقيع الفنانة التشكيلية والمخرجة داليدا بنسفاج.

وجاء هذا العمل تكريمًا بصريًا حميميًا لإحدى أبرز رائدات الفن التشكيلي المغربي، احتفاءً بسيرتها ومسارها الفني الغني.

شهادة بصرية لعطاء متواصل

وسعى الوثائقي إلى استحضار العطاء المتواصل للفنانة الراحلة خديجة طنانة، عبر شهادات مؤثرة لفنانين تشكيليين، وأساتذة جامعيين، ومسؤولين ثقافيين، شكلت بانوراما فنية وإنسانية لمسارها الطويل، خاصة في مدينتي تطوان وفاس، حيث أسست لمشاريع إبداعية وتربوية، وظلت فاعلة في المشهد الثقافي المحلي والدولي عبر المؤسسة التي تحمل اسمها.

بصمة فنية وإنسانية متجذرة

واستعرض الفيلم، بأسلوب بصري بسيط وعميق، أوجهًا مختلفة من عوالم خديجة طنانة، من داخل رواق المؤسسة وخارجه، متتبعًا آثارها في الورشات الفنية واللوحات التشكيلية، والعلاقات الإنسانية التي جمعتها بعدد من أجيال الفنانين.

 وشكّل هذا التوثيق مناسبة لإعادة تسليط الضوء على دورها الريادي في ترسيخ مكانة الفن التشكيلي المغربي كرافد للهوية الثقافية والانفتاح الإبداعي.

عودة المؤسسة إلى الواجهة الثقافية

وجاء هذا الحدث الثقافي البارز ضمن عودة مؤسسة خديجة طنانة إلى الساحة بعد فترة توقف تأملي، خُصصت لإعادة تقييم التجربة وإعادة هيكلة البرامج. 

ووفق بلاغ صادر عن المؤسسة، فإن هذه الانطلاقة الجديدة تُجسد روح المؤسِّسة ورسالتها القائمة على الانفتاح والتعددية، وجعل الفن فضاءً للحوار والتفاعل الإنساني، من خلال برامج ذات بُعد محلي ودولي.

معرض جماعي وأمسية شعرية احتفائية

وتميّزت هذه المناسبة بتنظيم معرض جماعي للفن التشكيلي، شارك فيه عدد من الأسماء اللامعة على الساحة، من بينها: محاسن الأحرش، مصطفى اليسفي، داليدا بنسفاج، ويوسف سعدون.

كما أُقيمت أمسية شعرية أضاءها الشاعران أمل الأخضر ومخلص الصغير، على أنغام موسيقى الفنان هشام الزبيري والمطربة أمينة العلمي، مما أضفى على الحفل لمسة شعرية وجمالية راقية.

الفن التشكيلي في تطوان: قراءة راهنة

وتتواصل فعاليات المؤسسة إلى السبت 21 يونيو الجاري، بتنظيم ندوة فكرية مفتوحة حول واقع الفنون التشكيلية بمدينة تطوان، بمشاركة عدد من النقاد والممارسين، في خطوة تهدف إلى تعميق النقاش حول تحديات الإبداع البصري في السياق المغربي المعاصر.

“ويستمر العطاء”… عنوان لروح متجددة

بهذا الشريط الوثائقي، تُجدد مؤسسة خديجة طنانة التأكيد على استمرارية رسالتها الثقافية، واضعة الفن في صلب التحولات المجتمعية، ومؤكدة أن العطاء لا يتوقف برحيل المبدعين، بل يستمر في أجيال تتلمذت على دربهم، وفي مؤسسات تُحسن حفظ الذاكرة وتكريم الجمال.