الهولوغرام: عبد الحليم حافظ فوق خشبة موازين

- Advertisement -

في لحظة فنية ساحرة تجاوزت حدود الزمن، عاش جمهور مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” ليلة استثنائية مع أسطورة الطرب العربي عبد الحليم حافظ، الذي عاد إلى خشبة المسرح بفضل تقنية “الهولوغرام”، ليبث الحياة من جديد في إرثه الموسيقي الخالد، وسط حضور غفير بالمسرح الوطني محمد الخامس بالعاصمة الرباط.

التقنية تنفض الغبار عن الزمن وتستدعي الأسطورة

بفضل أحدث تقنيات العرض ثلاثي الأبعاد، بدا وكأن الزمن استدار إلى الوراء، ليُطل العندليب الأسمر بكامل هيبته وجاذبيته، كما عرفه الجمهور في عصره الذهبي.

تحرك عبد الحليم على الخشبة بنفس الانسيابية التي عهدها محبوه، ملوّحًا برأسه، متفاعلاً مع فرقته الموسيقية، وناقلًا حركاته الرشيقة وملامحه الآسرة عبر الزمن.

وقد امتلأت القاعة عن آخرها، ليس فقط بالجمهور المتعطش لسماع صوت الأسطورة، بل بالأحاسيس العميقة والانفعالات الحقيقية التي أثارتها تلك الإطلالة الرقمية المبهرة.

روائع العندليب تتجدد على الخشبة

انطلقت فقرات الحفل بالأغنية الخالدة المهداة إلى المغرب “الماء والخضرة والوجه الحسن”، قبل أن تتوالى الروائع التي لا تزال تتردد في الذاكرة العربية، من بينها “بحبك”، و”أول مرة تحب يا قلبي”، و”جانا الهوى”، و”جبار”، و”أسمر يا اسمراني”، حيث تجاوب الحضور مع كل نغمة وكأن عبد الحليم يغنيها للمرة الأولى.

مشهد التفاعل كان لافتًا، إذ لم يتوان الجمهور في ترديد الكلمات بصوت واحد، في تناغم مؤثر بين الحضور ونسخة الهولوغرام التي جسدت العندليب بحيوية مذهلة.

تكريم لفن خالد وجسر بين الأجيال

وشكّل هذا الحفل، الذي يعد من أبرز لحظات النسخة العشرين من مهرجان “موازين”، مناسبة فنية ووجدانية جمعت بين الأجيال، وأكدت أن الصوت الصادق لا يموت، بل يظل حيًّا في الوجدان الجماعي.

كما يمثل الحفل تكريمًا لفن عبد الحليم حافظ، الذي لا تزال أعماله تمثل مرجعًا فنيًا ونموذجًا للأصالة. فبعد مرور أزيد من أربعة عقود على رحيله في 30 مارس 1977، ما يزال صوته يصدح في سماء الطرب العربي، مخترقًا حدود الزمان والمكان.

موازين يواصل الابتكار: الهولوغرام بوابة للذاكرة الجماعية

تعد هذه التجربة الثانية من نوعها ضمن فعاليات “موازين”، بعد نجاح حفل “الهولوغرام” الذي أُقيم العام الماضي لتكريم سيدة الغناء العربي أم كلثوم.

 ويواصل المهرجان من خلال هذه العروض استثمار التكنولوجيا الحديثة لإحياء رموز الأغنية العربية، مؤكدًا على دور الثقافة والفن في ربط الماضي بالحاضر.

مهرجان موازين.. منصة عالمية تحتفي بالتنوع الموسيقي

وتُقام الدورة العشرون من مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” من 20 إلى 28 يونيو 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مدينتي الرباط وسلا، حيث تحتضن هذه التظاهرة الثقافية الكبرى طيفًا واسعًا من العروض الموسيقية التي تجمع كبار الفنانين من العالم العربي والعالم، ما يجعل من المغرب منصة دولية للتبادل الثقافي والانفتاح الفني.