زينب مكوار تظفر بجائزة “هنري دي رينييه” لعام 2025

- Advertisement -

في إنجاز أدبي جديد يرسخ حضور الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية، ظفرت الكاتبة المغربية-الفرنسية زينب مكوار بجائزة “هنري دي رينييه” لعام 2025، التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية ضمن فئة “الدعم للإبداع الأدبي”، عن روايتها الثانية “تذكّر النحل جيدًا” (Souviens-toi des abeilles) الصادرة عن دار النشر الفرنسية العريقة غاليما.

تتويج من الأكاديمية الفرنسية يعزز إشعاع الأدب المغربي

وأعلنت الأكاديمية الفرنسية عن قائمة الجوائز الأدبية السنوية، التي ضمّت هذا العام إحدى وسبعين جائزة تغطي مجالات الأدب والشعر والنقد والفلسفة والتاريخ والسينما والمسرح والموسيقى الفرنسية. 

وتعد جائزة “هنري دي رينييه”، التي أُطلقت سنة 1994، واحدة من أبرز الجوائز التي تدعم الأصوات الأدبية الجديدة في الفضاء الفرنكوفوني.

رواية بيئية تدافع عن التراث وتواجه التغير المناخي

وتدور أحداث رواية “تذكّر النحل جيدًا” في قرية جبلية مغربية تحتضن منحل “انزركي”، الذي يُعد أقدم وأكبر منحل جماعي في العالم، وأحد رموز التراث البيئي المغربي.

وتحكي الرواية قصة طفل في العاشرة من عمره يستمع إلى تهويدات والدته الغامضة، وحكايات جده الذي يدرّبه على رعاية النحل وسط تصاعد تهديدات الجفاف وتناقص أعداد النحل.

كتابة شعرية تكشف الألم وتحتفي بالأرض

وتستخدم مكوار في عملها عناصر الطبيعة أداةً سردية تكشف خفايا العنف الأسري واللغز الذي يكتنف ماضي الأم، إذ يتلاشى صوت النحل تدريجيًا ليكشف أسرارًا دفينة. 

وجاء في بيان الجائزة أنّ النص “يحوّل الألم الفردي إلى تجربة إنسانية يتقاسمها الجميع”، في توليفة أدبية تمزج بين القضايا البيئية والأسلوب الشعري الرقيق.

اعتراف بالقضايا الإنسانية ورسالة بيئية

وبهذه المناسبة، صرحت زينب مكوار، أنها متأثرة للغاية بتلقي هذه الجائزة الرائعة من الأكاديمية الفرنسية، وهي المؤسسة التي تقدرها وتحترمها كثيرًا.

 وأكدت أن هذا التتويج لا يسلط الضوء على فن الكتابة فحسب، بل أيضًا على القضايا الجوهرية التي تتناولها روايتها، وأبرزها الحب الأمومي وضرورة العناية بكوكب الأرض.

كما حرصت المؤلفة على إهداء الجائزة لسكان منطقة انزركي “الذين استقبلوني بكرم مغربي أصيل”، مؤكدةً أن المكان الذي دارت فيه أحداث الرواية يستحق هو الآخر هذا الاعتراف الأدبي.

من قائمة غونكور إلى جائزة «دي رينييه»

ونال هذا العمل استحسان القراء والنقاد في فرنسا، إذ دخل ضمن قائمة “الروايات المفضلة لصيف 2024” الصادرة عن أكاديمية غونكور، كما رُشِّح ضمن القائمة الأولى لجائزة “جون جيونو 2024”. 

ويأتي هذا التتويج بعد النجاح الذي حققته رواية مكوار الأولى “La poule et son cumin”، التي بلغت القائمة النهائية لجائزة غونكور للرواية الأولى سنة 2022، وظهرت أيضًا ضمن قائمة “الروايات المفضلة لصيف 2022”.

كاتبة شابة وجيل جديد من الأدب الفرانكوفوني

وتُعد زينب مكوار واحدة من أبرز أصوات الجيل الجديد من الكتّاب الفرنسيين من أصول مغربية. وُلدت في الدار البيضاء عام 1991 وانتقلت إلى باريس سنة 2009. 

وتتميّز نصوصها بابتعادها عن الانشغال التقليدي بأسئلة الهوية والاندماج، إذ تركّز أعمالها على قضايا بيئية واجتماعية بروح إنسانية عميقة.