احتلت المملكة المغربية مكانة مرموقة في تصنيف جودة الحياة لعام 2025، حيث جاءت في المرتبة الثالثة على مستوى القارة الإفريقية والسبعين عالميًا من بين تسع وثمانين دولة شملها التصنيف.
ويقيس هذا المؤشر، الذي يعتمد على بيانات تُجمع من آراء الجمهور عبر موقع إلكتروني متخصص، جودة الحياة بناءً على عدة عوامل منها الصحة، السلامة، الإسكان، المناخ، وجودة النقل والتلوث.
التباين في جودة الحياة بين الدول الإفريقية
وبحسب تحديث منتصف العام الجاري لموقع “Numbeo”، وهو من أكبر قواعد البيانات العالمية المعنية بتكاليف المعيشة وجودة الحياة، حقق المغرب تقييمًا إجماليًا بلغ 114.1 نقطة.
وعلى المستوى القاري، تقدم المغرب على دول مثل كينيا ومصر ونيجيريا، في حين تصدرت جنوب إفريقيا وتونس الترتيب الإفريقي.
ويعكس هذا التباين الفجوات الكبيرة في مستويات المعيشة والخدمات الأساسية بين الدول الإفريقية، ما يبرز الحاجة لتطوير وتحسين العديد من القطاعات في القارة.
واقع جودة الحياة في الدار البيضاء
أما على المستوى المحلي، فقد أظهرت بيانات مؤشر جودة الحياة أن الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، تواجه تحديات واضحة؛ إذ حصلت على تقييم منخفض نسبيًا في المؤشر العام لجودة الحياة، حيث يعكس هذا التقييم واقعًا صعبًا في القدرة الشرائية للسكان، ومستوى السلامة والأمان، بالإضافة إلى جودة الرعاية الصحية المتاحة.
ورغم ذلك، يبرز المناخ كعامل إيجابي بارز في المدينة، حيث يتمتع السكان والزوار بجو معتدل ومناسب، وهو ما يشكل نقطة قوة للمغرب كوجهة سياحية.
التحديات الاقتصادية والبيئية في المغرب
وتشير المؤشرات إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في الدار البيضاء، خاصة مع أسعار العقارات التي تعتبر مرتفعة مقارنة بالدخل العام للسكان، وهو ما يضع ضغطًا إضافيًا على القدرة الشرائية ويؤثر على جودة الحياة بشكل عام. كما تواجه المدينة تحديات كبيرة في مجال التلوث، حيث سجلت مستويات مرتفعة تؤثر على البيئة والصحة العامة، إلى جانب مشاكل في حركة المرور والتنقل اليومي التي تحتاج إلى حلول مستدامة.
فرص المغرب في تحسين جودة الحياة
بصفة عامة، يبين تصنيف جودة الحياة أن المغرب يتمتع بجودة حياة جيدة مقارنة بدول القارة، مع مزايا كبيرة في المناخ وتكلفة المعيشة التي تعتبر منخفضة نسبيًا مقارنة بالدخل، مما يجعلها وجهة مناسبة للوافدين والسكان المحليين ذوي الميزانيات المحدودة.
ومع ذلك، تظهر الحاجة الملحة لتعزيز البنية التحتية الصحية، وتحسين السلامة، وتخفيف حدة التلوث، إضافة إلى العمل على توفير فرص أفضل للقدرة الشرائية للمواطنين.
منهجية موقع “Numbeo” في تقييم جودة الحياة
ويعتمد موقع “Numbeo” في تصنيفه على منهجية فريدة تجمع بين البيانات الجماهيرية والتقييمات الشخصية لمستخدميه حول العالم، ما يوفر رؤية حقيقية وشفافة حول أوضاع المعيشة وجودة الحياة في مختلف الدول والمدن.
وتتيح هذه المعلومات للأفراد وصناع القرار فهم التحديات والفرص الموجودة، وبالتالي توجيه الجهود نحو تحسين ظروف الحياة.
المغرب بين التحديات والفرص
هذا، ويحتل المغرب موقعًا متقدمًا على خارطة جودة الحياة الإفريقية، مع إمكانيات كبيرة للاستفادة من مزاياه الطبيعية والمناخية، لكنه يواجه في الوقت نفسه تحديات تتطلب استراتيجيات متكاملة لتعزيز الصحة والسلامة والقدرة الشرائية، وتقليل التلوث، لتحسين رفاهية المواطنين وضمان استدامة التنمية في المستقبل.