حوامل غزة يواجهن خطر الجوع وسط الحصار

- Advertisement -

في مستشفى بمدينة غزة، تجلس فاطمة عرفة على سرير الفحص الطبي، فيما يبدو الإرهاق واضحًا على ملامحها الشاحبة. تقول فاطمة، التي دخلت شهرها السادس من الحمل، إنّها عاجزة عن تأمين الحد الأدنى من الطعام الذي تحتاجه للحفاظ على صحتها وصحة جنينها.

تقول بألم: “أحتاج إلى نقل دم بسبب انعدام التغذية، وعندما أبحث عن شيء آكله لا أجد سوى القليل أو لا أجد شيئًا”.

حرب مستمرة وقيود خانقة على دخول المساعدات

وتعيش غزة تحت ويلات الحرب المستمرة منذ 22 شهرًا، بينما لا يزال الحظر الإسرائيلي المفروض على دخول المساعدات الإنسانية يقيّد وصول الغذاء والمياه الأساسية، حتى بعد بعض التخفيف الجزئي الذي أُعلن مؤخرًا.

وقد دفع هذا الوضع آلاف النساء الحوامل إلى مواجهة أخطار سوء التغذية الحاد وسط شح الإمكانات الطبية.

تضاعف أعداد المصابات بسوء التغذية

وبحسب منظمة “أطباء بلا حدود”، فإن عياداتها في غزة تشهد ارتفاعًا غير مسبوق في أعداد النساء الحوامل والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أو المتوسط.

ففي أقل من شهرين فقط، تضاعف عدد الحالات في إحدى العيادات من 293 حالة في مايو إلى نحو 983 حالة بحلول يوليو.

وتقول الطبيبة جوان بيري، العاملة مع المنظمة في غزة، إنه بسبب انتشار سوء التغذية وضعف المياه وسوء ظروف النظافة، يولد كثير من الأطفال قبل أوانهم.

وأضافت: “حاضنات الأطفال مكتظة، حتى إن أربعة إلى خمسة رُضّع يتشاركون حاضنة واحدة”.

أرقام تنذر بكارثة إنسانية

ويُقدّر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن نحو 17 ألف امرأة حامل ومرضع في غزة سيحتجن إلى علاج من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر المقبلة إذا استمرت الأوضاع على هذا الحال.

وفي مستشفى الحلو بمدينة غزة، يؤكد الطبيب فتحي الدحدوح أن حالات الإجهاض ارتفعت بشكل مقلق، إذ تُسجل يوميًا بين ثمانٍ وتسع حالات إجهاض في المستشفى وحده.

يقول الدحدوح إن الحرب صعبة للغاية على الحوامل والنساء اللواتي أنجبن حديثًا، إذ يعانين من انخفاض ضغط الدم والتعب والإرهاق بسبب الجوع المستمر.

رحلة علاج محفوفة بالمشاق

وتضطر فاطمة عرفة، التي تهجّرت مع عائلتها من شمال القطاع، إلى قطع مسافة طويلة سيرًا على الأقدام للوصول إلى مواعيدها الطبية، إذ يفتقر القطاع إلى الوقود اللازم لتشغيل وسائل النقل.

وبعد عودتها إلى المخيم المؤقت الذي تقيم فيه، تجتمع أسرتها حول طبقٍ بسيط من العدس والمعكرونة تعدّه لهم جمعية خيرية باستخدام ما تيسّر من حطب بديلًا عن الغاز.

أزمة إنسانية مستمرة في غزة

وتؤكد وكالات الأمم المتحدة أن حجم المساعدات التي تدخل القطاع لا يلبي احتياجات السكان، في وقت يعمل فيه مقدمو الرعاية في ظروف قاسية وصعبة.

وتعود جذور هذه الكارثة إلى الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين.

فيما ردت إسرائيل بحرب مدمّرة أودت بحياة نحو 57 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة في غزة التي تعتمدها الأمم المتحدة كمصدر موثوق.

وكالات – فرح