لم تكن غزالة هاشمي تدرك وهي تغادر مدينة حيدر آباد الهندية طفلة في الرابعة من عمرها، أن رحلتها إلى الولايات المتحدة ستقودها يوما إلى أحد أعلى المناصب في ولاية فيرجينيا.
وصلت مع أسرتها إلى ولاية جورجيا حيث كان والدها يواصل دراسته العليا، وهناك بدأت تتشكل ملامح شخصيتها في بيئة أمريكية ما زالت تحت وطأة التمييز العنصري، وهو ما ترك أثرا عميقا في وعيها وساهم لاحقا في رسم مسارها الإنساني والسياسي.
ثلاثة عقود في التعليم وصوت للعدالة
اختارت هاشمي طريق العلم لتصنع من خلاله تأثيرها الأول، فحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي، وكرست أكثر من ثلاثين عاما في التدريس والعمل الأكاديمي داخل مؤسسات التعليم العالي.
أسست معهدا للتميز في التعليم والتعلم، وأطلقت مبادرات تدعو إلى ضمان حق التعليم المجاني وتطوير المدارس الحكومية.
وفي كل مراحلها، ظل التعليم بالنسبة لها بوابة العدالة الاجتماعية ومفتاح المساواة الحقيقية بين المواطنين.
من التشريع إلى قمة السلطة في فيرجينيا
دخلت غزالة هاشمي عالم السياسة عام 2019 عندما فازت بمقعد في مجلس شيوخ ولاية فيرجينيا عن الحزب الديمقراطي، لتكسر هيمنة الجمهوريين على المقعد لسنوات طويلة.
هذا الفوز كان نقطة تحول في مسيرتها، حيث مهد الطريق أمامها نحو موقع أكبر.
وفي انتخابات نونبر 2025، نجحت في الفوز بمنصب نائب حاكم ولاية فيرجينيا، لتسجل اسمها كـ أول امرأة مسلمة وأول أمريكية من أصول هندية تتولى هذا المنصب في تاريخ الولاية.
انتصار يتجاوز السياسة
لم يكن فوز هاشمي مجرد انتصار حزبي، بل مثل خطوة جديدة في رحلة تمثيل الأقليات داخل المشهد السياسي الأمريكي.
تقول في أحد تصريحاتها:” لدينا مسؤولية جماعية في مواجهة الكراهية أينما وجدت، والعمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة للجميع”.
هذه الرسالة الإنسانية باتت جوهر خطابها السياسي الذي يركز على محاربة العنصرية، وتوسيع فرص التعليم، ودعم الفئات المهمشة.
إيمان البدري



