دراسة: تغيّر المناخ يضاعف وفيات الحرّ في مدن أوروبا

- Advertisement -

في ظل صيف استثنائي يشهده العالم، سلّطت دراسة علمية جديدة الضوء على حجم الخطر الذي باتت موجات الحرّ تمثله على سكان أوروبا. 

وفي هذا الصدد، أظهرت الدراسة أن موجة الحر الشديدة التي بدأت أواخر يونيو 2025 وتواصلت حتى مطلع يوليوز الجاري تسببت في وفاة آلاف الأشخاص في المدن الكبرى.

ثلاثة أضعاف المعدل المعتاد

ووفقًا للفريق البحثي المشترك من جامعات بريطانية ودنماركية وهولندية وسويسرية، حلّل العلماء بيانات الطقس والصحة في اثنتي عشرة مدينة أوروبية رئيسية. 

وبيّنت النتائج أن موجة الحر أسفرت عن وفاة حوالي 2300 شخص في غضون عشرة أيام فقط، وهو رقم يزيد بثلاثة أضعاف عن معدلات الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة في مثل هذه الفترة من السنوات السابقة.

ثلثا الوفيات بسبب تغير المناخ

وكشف التحليل أن نحو ثلثي هذه الوفيات – أي حوالي 1500 حالة وفاة – تُعزى مباشرة إلى آثار التغير المناخي الذي فاقم من حدة الموجة. 

وأوضح الباحثون أن الاحترار العالمي الناتج عن الأنشطة البشرية جعل موجة الحرّ هذه أكثر طولًا وقسوة، وفاقم تأثيرها على الفئات الهشة صحياً مثل كبار السن ومرضى القلب والأوعية الدموية.

ظاهرة متكررة: أوروبا على خط النار

وتأتي هذه النتائج لتؤكد تحذيرات علماء المناخ من أن أوروبا أصبحت واحدة من أسرع مناطق العالم احترارًا.

 فقد شهدت القارة في السنوات الأخيرة درجات حرارة قصوى لم تُسجل منذ قرون. وأدى ذلك إلى ضغوط غير مسبوقة على البنى الصحية، ونشوء تحديات جديدة تتعلق بتأمين المياه والطاقة والتكيف مع الطقس القاسي.

مدن تحتاج إلى خطط حماية عاجلة

وتُعتبر موجات الحرّ واحدة من أخطر الظواهر المناخية من حيث التأثير المباشر على صحة الإنسان. لذلك حثّ الباحثون صانعي القرار على العمل بسرعة لتعزيز خطط الطوارئ والإنذار المبكر، وتأمين أماكن الإيواء المكيّفة، وتوعية المواطنين بطرق الوقاية من الحرارة المفرطة، خاصة مع تزايد احتمالات تكرار مثل هذه الموجات في المستقبل القريب.

دور البحث العلمي في المواجهة

وأوصى معدّو الدراسة بضرورة الاستثمار في أبحاث علوم المناخ والتوسع في جمع البيانات الدقيقة حول درجات الحرارة وصحة السكان، بما يمكّن من توقّع آثار موجات الحرّ المقبلة بشكل أدق. 

كما شدّدوا على أهمية التعاون بين الدول الأوروبية لمواجهة هذه التحديات العابرة للحدود.

رسالة واضحة: خفض الانبعاثات أو دفع الثمن

وتعد هذه الأرقام الجديدة إنذارا صارخا بأن التغير المناخي لم يعد خطرًا مستقبليًا بل واقعًا يهدّد الأرواح والاقتصادات والبنى التحتية.

 ويرى العلماء أن الحل الوحيد يكمن في تسريع وتيرة خفض الانبعاثات الكربونية، والانتقال العاجل إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتكثيف السياسات البيئية الطموحة.

في النهاية، تؤكد موجة الحرّ القاتلة أن العالم في سباق مع الزمن للحد من الاحتباس الحراري وحماية ملايين الأرواح. فهل تستجيب أوروبا والدول الكبرى قبل فوات الأوان؟