مكرمة ملكية جديدة: المغرب يمدّ يد العون لغزة المنكوبة

- Advertisement -
علاء البكري

في زمنٍ تتكالب فيه الكوارث على غزة الجريحة، وتتهاوى القلوب تحت نير الحصار، امتدّت يد المغرب من جديد، حاملةً زادًا من الرحمة، ورسالة من الوفاء. 

وفي هذا الشأن، أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، تعليماته السامية، الأربعاء، من أجل إرسال مساعدة إنسانية وطبية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني، وخاصةً سكان قطاع غزة الذين يرزحون تحت وطأة الحرب والجوع والحرمان.

أكثر من 180 طناً من الرحمة

ليست الأرقام في هذه المبادرة الملكية مجرّد إحصائيات، بل معانٍ إنسانية متجسدة في مئة وثمانين طناً من المؤن والدواء والدفء. 

وتتنوع المساعدة بين مواد غذائية أساسية، وحليبٍ ومواد مخصصة للأطفال، وأدوية ومعدات جراحية تُرسل خصيصاً للطبقات الأكثر هشاشة.

 كما تشمل المساعدة أغطية وخياماً وتجهيزات معيشية تُعيد شيئاً من الدفء والكرامة إلى من جُرّدوا من كل شيء.

طريق مباشر للرحمة

بخلاف المسارات الملتوية التي تعرقل أحياناً وصول الدعم الإنساني إلى وجهته، سيتم إرسال هذه المساعدة الملكية عبر مسار خاص مباشر وسريع، يكفل وصول المؤن والأدوية مباشرة إلى مستحقيها من الفلسطينيين، دون وساطة ولا إبطاء. 

إنها جدّية الالتزام حين يتجلى التضامن في عملٍ فعلي لا في بيان.

القدس في القلب، وفلسطين في وجدان المغرب

هذه المبادرة، كما جاء في بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ليست استثناء في سجل المغرب الإنساني، بل هي حلقة جديدة في سلسلة التضامن الملموس والدائم الذي تُبديه المملكة تجاه فلسطين، تأكيدًا للموقف الثابت لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ودعمه الراسخ للقضية الفلسطينية، التي تسكن وجدان المغاربة على مرّ الأجيال.

غزة: عندما يُصبح الجوع سلاحًا

وفي ظل هذه البادرة الملكية النبيلة، تظهر معاناة حقيقية لا تُحتمل. فقد أكدت وكالات الأمم المتحدة أن ما يزيد على 39٪ من السكان في قطاع غزة يمرون بأيام دون طعام، مما يجعل أكثر من 500 ألف شخص يعيشون في ظروف شبه مجاعة. 

ومن بين هؤلاء، يعاني أكثر من 320 ألف طفل تحت سن الخامسة من سوء تغذية حاد، وفقًا لـUNICEF التي تحذّر من أن مراكز التغذية المتخصصة تعمل بأقل من 15٪ من طاقتها، ووفرت علاجًا لآلاف فقط في يوليوز الحالي  .

أما النساء الحوامل والمرضعات، فقد بلغت نسبة مصاباتهن بسوء التغذية نحو 43٪، وهي نسبة ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحصار، حسب تقارير Save the Children وUN Women. 

وحتى نهاية يوليوز الجاري، بلغ عدد الذين لقوا حتفهم جراء نقص الغذاء 147 شخصًا، منهم 88 طفلًا، وهو واقع يروي أن الموت لا ينتظر كثيرًا عندما يُحرم الإنسان من لقمة يسد بها  جوعه أو جوع أحد أبنائه. 

وما يزيد الطين بلة أن محاولات الوصول إلى الغذاء غالبًا ما تتحول إلى مخاطر قاتلة. ففي تقارير منظمة الصحة العالمية وغيرها، وثّق أكثر من 1,060 حالة وفاة أو إصابة أثناء محاولات الوصول إلى نقاط توزيع الطعام منذ 27 ماي المنصرم، ما يجعل طلب لقمة يُهدد الحياة قبل أن ينقذها.

وفي حضور هذه الظلمة الإنسانية، تأتي المكرمة الملكية المغربية كصدى رحمة، تنشر ضوءًا حينما يسود الجوع، وتمنح الأمل عندما يُقتلع الحلم. 

إنها رسالة مفادها: المغرب شعبًا وقيادةً لن ينسى فلسطين ولن يتخلّى عن إنسانيته مهما اشتد الطريق.