المغرب

نساء الجديدة يواصلن جني الطحالب في ظل تراجع المخزون

عرفت المرأة الجديدية على مر تاريخها،  بالغطس وجمع الطحالب البحرية، التي يطلق عليها في المنطقة اسم “الربيعة”. هذه العشبة التي تستخدم لاستعمالات طبية بعد تثمينها، جعلت عددا من نساء المنطقة؛ من أعمار مختلفة، يخاطرن بحياتهن، ويذقن مرارة هذا العمل الشاق لجمعها، سيما وأن عملية الجني هاته توفر مورد رزق لآلاف الأسر بمنطقة الجديدة، فيما تبعث انتعاشة جديدة في أوصال الاقتصاد المحلي تنضاف إلى دورها الإيكولوجي المعتبر في المحافظة على التوازنات البيئية والغذائية للموارد البحرية.

وعلى الرغم من أن هذه التجارة غير مربحة، إلا أنها تسد رمق العيش لهؤلاء النساء، لاسيما أن إقليم الجديدة متعود على إنتاج الطحالب بكثرة، لتحريك عجلة الاقتصاد.

وعلى قدم وساق، يتواصل موسم جمع وتسويق الطحالب، الذي كانت قد أعطيت انطلاقته منتصف شهر يوليوز الماضي بتخصيص “كوطا” لا تتعدى 18.414 من الأطنان، مقابل 22 ألف طن السنة الماضية.

ومن أجل ضمان إنجاج هذا الموسم، حرصت المديرية الإقليمية للصيد البحري على وضع مجموعة من التدابير والإجراءات لضمان موسم ناجح، منها التحسيس والتأطير للعاملين، معتمدة على مقاربة تشاركية لإعادة الثقة بين كل المتدخلين عبر عقد اجتماعات شملت جميع المتدخلين ووضع برنامج للتشاور والتعاون خدمة للقطاع.

وفي هذا الصدد، أكد عبد الواحد البقال المندوب الإقليمي لوزارة الصيد البحري بالجديدة بالنيابة،  أن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري لاحظ تراجع المخزون مما دفع بالوزارة إلى تخفيض الكوطا من 22 ألف طن إلى 18.414 طنا فقط، حفاظا على توازن الطحالب بالبساتين المخصصة لها.

وأشار إلى أن هناك حوالي 1600 امرأة تشتغلن على طول الساحل لجمع الطحالب التي يلفظها البحر، وهو ما يسمى ب” الجمع بالمشي”، مبرزا  أن هذه الكمية المجموعة من قبل هؤلاء النساء تشكل 5 في المائة، أي ما يناهز 900 طن.

من جهة أخرى،  أكدت السيدة فاطمة البروجي، رئيسة تعاونية مرجة المحيط بدوار الخراشفة، أنه بعد الجفاف الذي شهدته المنطقة، أصبح  موسم جني الطحالب يشكل الوجهة الرئيسية للنساء على الخصوص، حيث يساهم في توفير دخل مالي مهم خلال الفترة المسموح بها.

وأضافت البروجي أن التعاونية تشغل ما بين 300 إلى 400 امرأة حسب الأجواء المناخية ينحدرن من أربعة دواوير تابعة لجماعة أولاد عيسى، إذ يوفرن مدخولا يوميا يتراوح ما بين 150 إلى 200 درهم لاستغلاله في اقتناء حاجياتهن من ملبس ومأكل وأدوات مدرسية.

هذا، ويعتمد أغلب سكان المنطقة على العمل في هذه المهنة المؤقتة، حيث يتم تجميع النساء وتأطيرهن وتوزيع “الكوطا” عليهن ( 100 و 120 كيلوغرام لكل امرأة).

وجدير بالذكر أن الوزارة الوصية، باعتمادها لمخطط تهيئة مصايد الطحالب البحرية، حرصت على إخضاع الطحالب المستخرجة لنظام تتبع المنتوج على غرار باقي المنتوجات البحرية، وكذا تتبع وضبط عملية التصدير وتقنينها. وخصصت 80 في المائة للتحويل و20 في المائة للطحالب الخام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى